الدكتور حسين الربابعة يكتب: مشاهدات من مدينة القاهرة

مدينة القاهرة هي أكبر عاصمة لأكبر دولة عربية سكانا، ومن يزور مدينة القاهرة وحينما أقول القاهرة أقصد القاهرة الكبرى والتي تضم مدينتي القاهرة والجيزة واللتين لا يفصل بينهما سوى النهر ولولا ذلك فالعمران متشابك مع بعضه .
وأثناء جولاتي وزياراتي على مدار أسبوع لتلك المدينة الجميلة والتي يصل عدد سكانها ضعف سكان الأردن تقريبا وأبرز ما يميز هذه المدينة أنها تجمع بين العراقة والحداثة وهنا أود تسجيل المشاهدات العديدة من أبرزها ما يلي:
المشاهدة الأولى .. أن نهر النيل يزين ويطوق المدينة كما يطوق العقد عنق العروس فيعطيها جمالا وبهاء وزينة مما يشكل متنفسا رائعا لأهالي المدينة وزائريها يقضون أجمل أوقاتهم على ضفافه خاصة في ساعات المساء، كما يغذيها بالمياه، فمن الصعب جدا أن يشكو أهل المدينة الكبيرة من انقطاع المياه ولو للحظة واحدة كما أن النهر يلطف الجو في سماء المدينة .
المشاهدة الثانية .. أن الناس منهمكين بالعمل فالكل يعمل صغيرا كبيرا ذكرا أنثى مثل خلية النحل فثقافة العيب لم أراها بل الكل يجد ويجتهد لتحصيل رزقه بالسبل المتاحة كل حسب حرفته وصنعته فلغة البطالة والتعطل لم أراها او أسمع عنها .
المشاهدة الثالثة .. السيل العارم من حركة السيارات من باصات وتكسيات وسيارات خصوصي ودراجات نارية وعربات التكتك والعربات التي تجرها الخيل ومع ذلك من النادر جدا أن ترى حادث سير فالكل يتقن قيادة مركبته على اختلاف نوعها فأنا أغبطهم على المهارة الفائقة في القيادة .. وربنا يسلم الجميع .
المشاهدة الرابعة .. التواجد الكبير للطلبة الأردنيين في جامعات القاهرة الثلاث جامعة الأزهر وجامعة القاهرة وجامعة عين شمس حيث أخبرني الثقات بأن العدد يزيد عن سبعة آلاف طالب أردني في جامعات القاهرة الثلاث في المراحل الدراسية من البكالوريوس والماجستير والدكتوراة وفقهم الله أجمعين وأعادهم الى أهلهم ووطنهم سالمين .
المشاهدة الخامسة .. تتزين مدينة القاهرة بالكثير الكثير من الآثار والقصور الأثرية والمساجد التاريخية في مقدمتها مبنى الأزهر الشريف، والأهرامات وغيرها الكثير أوردت صورا لبعضها في المقال .
في الختام من يزور مدينة القاهرة يصعب عليه الشعور بالملل لأنه يحتاج إلى وقت طويل للتجول والتعرف على معالمها المتنوعة والجميلة والرائعة .
د.حسين الربابعة، أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية عجلون- جامعة البلقاء التطبيقية الأردنية .