مقالات

عواقب علاقات الظلام

بقلم المستشارة: جيهان الشاهد 

من البديهي إن الحب الحقيقي مكانه في النور وليس الظلام ! ببساطة لأن المكون الأساسي للحب والزواج هو الاحترام المتبادل ، وحفظ الكرامة للطرفين .

ولكن فيه نوعية من الناس محترفين تلاعب و عندهم حيلة كلاسيكية تضمن لهم استغلال أكبر عدد من الناس، وفي نفس الوقت الاحتفاظ بمظهرهم الاجتماعي: حيلة «العشق الممنوع» !!! إن فيه سبب يجعل العلاقة مستحيلة ، فلازم تفضل في السر ، فرق السن ، فرق الدين ، متجوزين حد تاني.. المهم فيه عقبة كبيرة ومستحيلة.

لكن دائماً فيه وعد هلامي إنك في انتظار معجزة ستهبط من السماء لتحول العلاقة السرية لأسطورة زواج رومانسي تتحدث عنه الأجيال .

هذا السيناريو المستهلك يتكرر عشرات المرات كل يوم في شكاوي جروبات السيدات ، من كل الأعمار والمستويات الثقافية والاجتماعية ، وكل سيدة اتقال لها حاجة تناسب نقاط ضعفها ، وصدقت ووقعت في الفخ، فيه اللي اتلعب بيها سنين من غير جواز واترمت ، وفيه اللي اتجوزت عرفي أو سري، سواء لوحدها أو زوجة تانية ، ولما اتكشفت اترمت ، بعد ما رضيت بمعاملة العشيقة، وتجرعت نظرات الاحتقار والشك والقرف من كل من حولها .

أخطر حاجة في الحيلة ده إن الضحية لما بتوافق على السرية تصبح موافقة ضمنا إن نفس الحاجة التي استخدمت لتبرير الاختباء هي التي ستستخدم للتخلص منها لما وقتها ينتهي: «أصل مراتي عرفت ، أصل أهلي رفضوا ، أصل طليقي هاياخد العيال».. إلخ

نصيحتي لأي حد يتعرض عليه _ عليها علاقة سرية تستلزم الكذب والتهرب والتلاعب بالأب _ الأم أو الزوج _ الزوجة.. يجري فوراً🏃‍♂️

الإنسان السوي نفسياً المفروض ينفر من المشاركة في الكذب والنفاق والتلاعب النفسي ، والمفروض يرفض يستخبى كأنه مجرم، لو مقتنع إنه مبيعملش حاجة غلط؛ الإنسان السوي نفسيا يرفض المشاركة في خداع وإيذاء نفسه بنفسه !

النبي عليه الصلاة والسلام قال في التفريق بين ما يرضي الله وما يغضبه : «البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس». 

فلما تلاقي نفسك مضطر تستخبى تفهم إنك ناوي ترتكب إثم ومش عايز حد يعرف ! دي حالة تناقض شروط الزواج اللي يرضي ربنا ، إما علنا وفي النور وإما طريق مظلم آخره كسر قلب ونبذ اجتماعي .

أما من الناحية القانونية فالقانون الجديد لا يعترف بحالات الزواج العرفي التي وقعت قبل صدوره ولا يحق للزوجة المتزوجة عرفيا بعد صدور القانون أن تطالب بحقوق أمام المحكمة ، لأنها وافقت على زواج عرفي ليس موثقاً.
ولكن يجوز إثباته بشهادة الشهود أو بتوجيه اليمين الحاسمه إلى الطرف الذي انكر العقد وامتناعه عن أداء اليمين .
كما انه لا يرث الزوج _ الزوجة من الزواج العرفي إلا إذا اقر الورثة بوجود العلاقة الزوجية،
ولكن قد ترث الزوجة إذا قامت بإقامة دعوى إثبات زواج ، وفى حالة القضاء لها بطلباتها تقوم بعمل إعلام شرعي، وتضمن به اسم الزوجة وتختصم بالطبع باقي الورثة ، وفى هذه الحالة إذا كان لديهم ثمة إعتراض ، سوف يكون بدعوي رد وبطلان المستند وبالتالى سوف تقف المادة «مادة الوراثة» لحين الفصل فى الموضوع .

دائرة مغلقة ورحلة شاقة وطويلة وغير مضمونة داخل المحاكم نحن في غني عنها فقط اذا لم نحكم مشاعرنا في مصائرنا دون عقولنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى