مقالات

السلوك الاجتماعى ،،،

ماجد فهمى يكتب :

سءل عبد الوهاب فى احد اللقاءات التليفزيونية : هل سبب نجاح ام كلثوم ( رحمة الله عليهما الاثنين)هو موهبتها الفنية فقط ، ام ان هناك اسباب اخرى ؟ فاجاب موهبتها الفنية وسلوكها الاجتماعى والذى تمثل فى احترامها لنفسها ولجمهورها وحرصها فى تصرفاتها واحاديثها ادراكا منها باهمية مسيرتها الفنية وقيمتها ومكانتها وساعدها على ذلك رصيدها الثقافى الذى اكتسبته من خلال القراءة المستمرة ومجالستها للشعراء والمفكرين .

 

هذا السلوك الاجتماعى الذى ذكره الراحل عبد الوهاب هو من – وجهة نظرى – عبارة عن مزيج من الذكاء الاجتماعى المتميز والحس المرهف الذان تمتعت بهما ام كلثوم فشكلا تلك الشخصية التى استطاعت باسلوبها وتصرفاتها المتزنة ان تفوز ببراعة بحب واحترام جمهورها فكان وما زال رصيدها هو الحب والاحترام وبالطبع التقدير لموهبتها الفنية الفذة التى لن تتكرر .

 

نعم القدرات الفنية وحدها لا تصنع النجاح بمفهومه الشامل ، والمقصود بالمفهوم الشامل هو الوصول الى الهدف سواء كان منصب او مكانة فنية او بطولة رياضية او ايا كان ، وفى نفس الوقت الفوز بحب واحترام وتقدير المجتمع ذلك الذى يكلل النجاح المحقق ويعطيه الطعم والمذاق ، وهو فى الواقع الذى يستمر حتى بعد زوال المنصب او انتهاء المسيرة .

 

كثيرون ليس لديهم هذا القدر من الذكاء وبالتالى هم لا يدركون هذه الحقيقة ويصيبهم الغرور من الشهرة او نشوة المنصب فينعكس ذلك على سلوكهم الاجتماعى او الوظيفى واسلوب تعاملهم وتصرفاتهم فتكون النتيجة توارى نجوميتهم ونفاذ رصيدهم لدى الناس او الفشل وعدم الاستمرار فى المنصب وتستطيع ان ترى بوضوح فرحة الناس حين يرحلون .

 

على الجانب الاخر حينما تتامل فى النجاح ورصيد الحب والتقدير الذى يتمتع بهم البطل المصرى محمد صلاح مثلا لدى جماهيره فى كل بلاد العالم ستجد ان اسلوبه ودماثة خلقه وتواضعه وحرصه الشديد فى تصرفاته واحاديثه ودعمه المستمر لبلده واهله وفريقه بالاضافة بالطبع الى تفوقه وتميزه الرياضى ، هذا المزيج من السلوك الاجتماعى كما اطلق عليه عبد الوهاب والتفوق الرياضى هما اللذان صنعا وشكلا حالة محمد صلاح .

 

احد اهم النصاءح التى سمعتها فى بداية حياتى العملية كانت ( كيف ترى نفسك – هذا امر هام جدا ويشكل ثقتك فى نفسك ، وبنفس القدر من الاهمية كيف يراك الاخرون – وهذا يتوقف على تصرفاتك وطريقة تعاملك مع الاخر وهو ما وصفه عبد الوهاب بالسلوك الاجتماعى .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى