الطاقه النوويه والاقتصاد الاخضر حلم أصبح واقع ضروري
بقلم / سوسو صبري
الطاقة النووية هي شكل من أشكال الطاقة النظيفة والآمنة والموثوقة في المقام الأول، وهذا يجعلها مصدرا أساسيا للطاقة للمساعدة في تلبية احتياجاتنا والمساهمة في إنشاء شبكة طاقة كهربائية مستدامة وآمنة.
ماهية الطاقة النووية والتي تعد شكل من أشكال الطاقة المنبعثة من نواة الذرات وذلك من خلال طريقتين إما الانشطار، عندما تنقسم نوى الذرات إلى عدة أجزاء، أو الاندماج، عندما تندمج النوى معًا، والطاقة النووية التي يتم استخدامها حاليًا لإنتاج الكهرباء تعتمد على الانشطار النووي داخل المفاعل النووي الذي يتضمن سلسلة من الآلات التي يمكنها التحكم في الانشطار النووي لإنتاج الكهرباء.
وتعد الطاقة النووية أحد أهم مصادر الطاقة النظيفة التي لا تطلق انبعاثات كربونية أثناء تشغيلها، وبالتالي تستطيع دول العالم توليد الكهرباء وتحقيق صافي انبعاثات صفري بالاعتماد عليها وهو ما أدى إلى زيادة الاهتمام العالمي بالطاقة النووية، وقد بلغت قدرة الطاقة النووية 414 جيجا وات في عام 2022 على مستوى العالم، بزيادة قدرها 0.3% على أساس سنوي، وشكلت اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية نحو 60% من القدرات النووية الجديدة.
أسباب ودوافع عودة تشجيع مشروعات الطاقة النووية والتي تمثلت في:
أولًا: أزمة الطاقة الراهنة وتداعيات المناخ: من المتوقع أن تقود طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية الجهود الرامية إلى استبدال الوقود الأحفوري وهي تحتاج إلى استكمالها بموارد قابلة للتوزيع، وتعد الطاقة النووية هي ثاني أكبر مصدر للطاقة منخفضة الانبعاثات في الوقت الراهن بعد الطاقة الكهرومائية،
بالإضافة إلى قابليتها للتوزيع وإمكانات النمو ويمكن للطاقة النووية أن تساعد في ضمان أنظمة كهرباء آمنة ومنخفضة الانبعاثات، ومن الجدير بالذكر أن الطاقة النووية ساهمت بشكل كبير في إبطاء وتيرة ارتباع الانبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكربون خلال الفترة (1971 – 2022) حيث ساهمت في تجنب ما يقرب من 70 جيجا طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مدار الخمسين عامًا الماضية من خلال تقليل الحاجة إلى الفحم والغاز الطبيعي والنفط.
ثانيًا: تعدد التطبيقات واستخدامات الطاقة النووية في القطاعات المختلفة: تمتد استخدامات التكنولوجيا النووية إلى ما هو أبعد من توفير الطاقة منخفضة الكربون، ويمكن استخدام الطاقة النووية في العديد من التطبيقات الصناعية مثل تحلية مياه البحر وإنتاج الهيدروجين وتدفئة المناطق أو تبريدها، وتستخدم الطاقة النووية في القطاعات المختلفة ومنها على سبيل المثال:
-“الزراعة والغذاء”: حيث يتم استخدام الاشعاع في العديد من دول العالم في مجال الزراعة لمنع تكاثر الحشرات الضارة وحماية المحاصيل الزراعية، وقتل البكتيريا الضارة الموجودة في الأطعمة دون التأثير على قيمتها الغذائية”.
-“الطب”: حيث تسهم التقنيات النووية في علاج بعض الأمراض كالتحديد الدقيق لكمية الإشعاع المطلوبة لقتل الخلايا السرطانية دون المساس بالسليمة”.
-“تحلية المياه”: حيث يمكن للمنشآت النووية إمداد محطات تحلية المياه بالطاقة المطلوبة لتوفير مياه صالحة للشرب”.
-“استكشاف الفضاء”: ويتم توليد الكهرباء في مولدات المركبات الفضائية بدون طيار باستخدام الحرارة الناتجة عن البلاتنيوم والتي يمكنها العمل لعدة سنوات”.
-“إنتاج الهيدروجين”: فرغم أنه يمكن استخدامه كوقود نظيف في قطاع النقل دون التسبب في زيادة الاحترار العالمي، فإن إنتاجه بشكل نقي يتطلب قدرًا كبيرًا من الطاقة والتي يمكن توفيرها باستخدام الطاقة النووية ويعد التحليل الكهربائي عن طريق تقسيم الماء إلى هيدروجين نقي وأكسجين من طرق إنتاج الهيدروجين دون انبعاثات
وقد تزايد الاهتمام بالطاقة النووية كمصدر طاقة منخفض الكربون، فذهب العديد من تلك الدول إلى تطوير برامجها النووية الخاصة لضمان أمن الطاقة لديها وتعزيز مساهمتها في التحول الأخضر ال
و لديها القدرة على إنتاج قدرات كبيرة من الطاقة الكهربائية، دون توليد انبعاثات الكربون أو ملوثات الهواء الأخرى. وهذا يجعلها أداة قيمة في مكافحة تلويث بيئتنا
الطاقة النووية لتوليد الكهرباء هي “طاقة المستقبل” على المستوى العالمي والمصري بوصفها طاقة نظيفة وأمنة ورخيصة”
أولا.. المحطات النووية الخاصة بإنتاج الكهرباء تولّد طاقة نظيفة لا تضر البيئة أو الكائنات الحية الموجودة، والوقود النووى لا يُلوّث الهواء كما هو الحال فى “الديزل” المستخدم فى المحطات التقليدية، إضافة إلى أن معدلات الأمان الموجودة فى المحطات الحديثة، تجعل فكرة التسرب الإشعاعى “صفر”، خاصة أن هذه المفاعلات يتم بناؤها بتكنولوجيا متطورة ، ومحطة الضبعة النووية المصرية ستستخدم هذه التكنولوجيا.
ثانيا.. محطات الطاقة النووية ستفتح مجالا جديدا لم يكن موجودا فى مصر من قبل بهذه التكنولوجيا الجديدة، وتمنح خبرات مختلفة للمهندسين والفنيين المصريين، خاصة أن عقد التشغيل مع الجانب الروسى يضمن تدريب 2000 مهندس وفنى على إدارة المفاعلات النووية بكل صورها وأشكالها، بما يعد مكسبا حقيقيا ومثالا لنقل وتوطين التكنولوجيا النووية.
ثالث.. إنشاء مدرسة فنية لتكنولوجيا الطاقة النووية فى مدينة الضبعة، ليصبح طلبة هذه المدرسة هم الرعيل الأول للعمل بالمحطة النووية الجديدة، ويتم نقل الخبرات لهم، والاعتماد عليهم بصورة مباشرة.
رابعا.. تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية أرخص كثيرا من الطاقة المنتجة من المصادر التقليدية، خاصة أن دورة العمل فى المحطات النووية تصل إلى 60 عاما، وقد تصل إلى 80 عاما، ويتم عمل تطوير ورفع كفاءة لها بعد وصولها إلى تلك المرحلة، بينما التقليدية من 25 إلى 30 عاما فقط.
خامسا.. المحطات النووية الحديثة مصممة لتكون صديقة تماما للبيئة، ولا تسبب أية مشكلات أو أضرار بيئية، بل تحافظ على دورة الحياة البيئية، ولا تسبب أى تلوث بيئى، على عكس محطات الديزل التقليدية التى تزيد انبعاثات ثانى أكسيد الكربون