ما خلف الجدران يدمي القلب من كثرة الحزن …….
هناء حسيب ….
نجوم اضحكونا كثيرا وللأسف القلب يدمي عليهم حزنا لما أصابهم ..
عبدالفتاح القصري..(نورمندي توو)
الفتره الاخيره في حياه النجم عبد الفتاح القصري
عن هذه الفترة كتبت مجلة الكواكب فى 17 مارس 1964: «أجبرته زوجته الشابة على تطليقها، وتزوجت من صبى البقال الذى كان يرعاه لمدة 15 سنة، ليس هذا فحسب بل أجبرته على أن يوقع شاهدًا على هذا الزواج، وأقام الزوجان فى الشقة معه، فكانت النتيجة أن فقد عقله وأصيب بالهذيان».
حبسته طليقته ومنعت عنه الطعام وعاش ذليلًا فى بيته يستجدى المارة من شباك غرفته، حتى فضحتها الصورة التى نشرتها جريدة الجمهورية فى 24 يناير 1964، فأسرعت مارى منيب ونجوى سالم لزيارته وبصحبتهما الصحفى محمد دوارة،–كما أشار سعيد الشحات فى مقاله «ذات يوم»، ولم تسمح لهم الزوجة بالدخول إليه إلا بعد معاناة، وكانت الصدمة التى أبكتهم أنه لم يتعرف عليهما بعدما أصيب بفقدان الذاكرة، فاصطحبته مارى منيب ونجوى سالم إلى مستشفى الدمرداش، وعرفا أنه أصيب بفقدان الذاكرة والهذيان، نتيجة تصلب الشرايين، وقضى القصرى عدة أسابيع فى المستشفى، خرج بعدها لتكتمل مأساته، حيث أغلقت مصلحة التنظيم منزله ووضعت عليه الشمع الأحمر تمهيدًا لإزالته، وباعت طليقته الأثاث وهربت مع زوجها الجديد، ليصبح القصرى بلا مأوى.
قادت مارى منيب ونجوى سالم حملة تبرع لإنقاذ القصرى من التشرد، وتوسطت نجوى سالم لدى محافظ القاهرة لتخصيص شقة له فى مساكن المحافظة، وخصصت له نقابة الممثلين إعانة شهرية قدرها «10 جنيهات»، ونشرت جريدة الجمهورية اسم كل فنان والمبلغ الذى تبرع به على صفحاتها.
عاش عبدالفتاح القصرى أيامه الأخيرة فى هذه الشقة مع شقيقته بهية، ولم تمض سوى أيام قليلة حتى توفاه الله فى 8 مارس 1964، بعد حياة حافلة بالفن والضحك والقهر والظلم والحزن، وأنفقت باقى التبرعات على جنازته التى لم يحضرها إلا عدد قليل من الفنانين، وشقيقته بهية التى توفت بعده.