إقتصاد وأعمال

خلال مؤتمر صحفي عقب توقيع عقدي تحالف “هاتشيسون بورتس” والخطوط الملاحية العالمية COSCO – CMA – MSC:

كتبت هناء حسيب 

وزير النقل: حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي من المقرر أن يضخها التحالف بمحطتي الحاويات بميناء السخنة والدخيلة تقدر بقيمة 1.6 مليار دولار

عقب توقيع عقدي التزام لمشروعيْ (إنشاء البنية الفوقية وإدارة وتشغيل واستغلال وصيانة وإعادة تسليم محطة للحاويات بميناء السخنة)، و(إنشاء البنية الفوقية وإدارة وتشغيل واستغلال وصيانة وإعادة تسليم محطة الحاويات برصيف 100 بالدخيلة)، عقد الفريق مهندس/ كامل الوزير، وزير النقل، مؤتمرا صحفيا للحديث عن تفاصيل وأهمية العقدين الموقعين اليوم، وذلك بحضور السيد/ إريك إيب، رئيس شركة “هاتشسون” العالمية.

وفي مستهل حديثه بالمؤتمر، أشار وزير النقل إلى أنه في إطار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بشأن الاهتمام بتطوير الموانئ المصرية لتصبح جمهورية مصر العربية مركزاً عالمياً من مراكز التجارة واللوجيستيات، عن طريق استغلال موقعها الاستراتيجي على البحرين الأحمر والمتوسط ، وعلى خطوط الملاحة والتجارة العالمية بواسطة شركات مصرية وطنية واستشاريين مصريين، واعتمادات مالية مصرية لإنشاء البنية الأساسية بالتعاون مع الشركات العالمية المتخصصة في الإدارة والتشغيل وتنفيذ البنية الفوقية، وذلك في إطار مواكبة التطور الملاحي والتجاري العالمي والنهوض بالاقتصاد القومي.

وقال الفريق مهندس/ كامل الوزير: اتساقاً مع التكليفات الرئاسية لوزارة النقل باستكمال تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع إنشاء محور السخنة / الدخيلة اللوجيستي المتكامل للحاويات للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، قامت وزارة النقل بالبدء فوراً في اتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة في هذا الشأن، وتم التنسيق مع مشغل محطات الحاويات العالمي الذي يضم شركات تحالف ( هاتشيسون بورت )، وكبرى شركات الشحن العالمية ( MSC – CMA – COSCO )، وأسفر هذا التنسيق عن قيام وزارة النقل بالبدء في استكمال الإجراءات اللازمة لمنح التزام بناء وتطوير البنية الفوقية واستخدام وإدارة وتشغيـل واستغلال وصيانة وإعادة تسليم محطة حاويات بميناء السخنة و محطة حاويات برصيف (100) بميناء الدخيلة للتحالف.

وأضاف الوزير أن وزارة النقل سارعت باتخاذ وإتمام الإجراءات القانونية اللازمة في هذا الشأن، حيث حصلت على موافقة مجلس الوزراء على تنفيذ المشروعين، كما تمت مراجعة الاتفاقيتين من قبل اللجنة الثالثة بقسم الفتوى بمجلس الدولة، ومراجعة قسم التشريع بمجلس الدولة لمشروعي قانوني منح الالتزام المشار إليهما، كما تم الحصول على الموافقات اللازمة من مختلف الجهات المعنية.

ولفت وزير النقل إلى أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي من المقرر أن يضخها التحالف بمحطتي الحاويات بميناء السخنة والدخيلة تقدر بقيمة 1.6 مليار دولار، تتمثل في إنشاء وتشغيل وصيانة وإعادة تسليم البنية الفوقية لمحطات الحاويات ضمن المحور اللوجيستي السخنة / الدخيلة؛ حيث ستقوم تلك المحطات بإضافة طاقة استيعابية لكل الموانئ المصرية تقدر بـ ( ٥ ملايين حاوية مكافئة / سنوياً ) وهو ما يمثل زيادة بمقدار ما يقرب من ٥٠ ٪ من قدرة التداول لجميع الموانئ المصرية لتداول الحاويات ويمثل زيادة بمقدار ١٠٠ ٪ تقريباً من قدرة موانئ الاستيراد والتصدير المصرية.

وفي الوقت نفسه، أوضح الوزير، خلال المؤتمر الصحفي، أن إجمالي أطوال الأرصفة بالمحطات يبلغ ٣٨٠٠ م ( 2600 م بمحطة الحاويات بميناء السخنة و1200 م محطة الحاويات بميناء الدخيلة ) وغاطس ١٨ م ومساحة إجمالية تبلغ ٢,٤ مليون م٢ ( 1.6 مليون م2 في السخنة و0.8 مليون م2 في الدخيلة ) تجعل تلك المحطات قادرة على استقبال أكبر السفن العملاقة بأطوال تصل إلى ٤٠٠ م وحمولات حوالي ٢٤٠ ألف طن و ٢٤ ألف حاوية مكافئة وبتكلفة إجمالية تصل إلى حوالى 11 مليار جنيه ( 7.6 مليار جنيه في السخنة و3.5 مليار جنية بميناء الدخيلة )، تم تخطيط تلك المحطات لتستخدم أنظمة إدارة وتشغيل متطورة وآلية بالكامل تعتمد على تكنولوجيا التحكم عن بعد وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لضمان أعلى درجات الكفاءة في التشغيل لخدمة حركة الترانزيت العالمية.

كما أشار وزير النقل إلى أن قيمة العوائد المباشرة المتوقعة من المحطتين تبلغ حوالي 5 مليارات دولار لهيئتي ميناء الإسكندرية والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، خلال مدة التعاقد وهي 30 عاما، وذلك بخلاف قدرة تلك المحطات على تحقيق مضاعفة قدرة تجارة الاستيراد والتصدير المصرية، لافتا إلى أنها تسهم بشكل مباشر في زيادة قدرة المدن الصناعية المتكاملة الحالية؛ حيث إن المحور اللوجيستي يمر ضمن المناطق الصناعية بمدن السخنة والعاشر من رمضان، والسادس من أكتوبر، والسادات، وبرج العرب، والعامرية.

وفي هذا السياق، أكد الوزير أن وجود تلك الشركات العالمية اليوم سيكون له أثر كبير في زيادة قدرة ومساحة تلك المدن الصناعية؛ مشيرا إلى أن الوزارة قامت بربط تلك المدن الصناعية عن طريق شبكة من الموانئ الجافة المرتبطة بتلك المحطات علي البحر الأحمر والبحر المتوسط، ما سيجعل مصر قادرة على التوسع في خدمة حركة الترانزيت والاستيراد والتصدير بين الشرق والغرب.

واختتم وزير النقل حديثه، بالتأكيد أن قدرة أيّ دولة على جذب الاستثمارات الأجنبية وتطوير شركات تُنتج مُنتجات وخدمات قادرة على المنافسة على نطاق عالمي، يرتبط ارتباطًا جوهريًا بمنظومة النقل البحري الداعمة للابتكار والتقنيات الحديثة، بما يُوفر فرصاً واعدة للنمو الاقتصادي، وحوكمة الأنشطة البحرية، والذي ينعكس بدوره بصورة إيجابية على الاقتصاد الوطني، وهو ما يتحقق في ضوء تبني الدولة المصرية لاستراتيجيات طويلة المدى لتعزيز خطوات ثابتة نحو تطوير البنية التحتية، عن طريق تنفيذ مشروعات تكاملية ضخمة في جميع قطاعات النقل: ( البري – السككي – البحري – النهري )، وفي ظل التطور الكبير الذي يشهده القطاع بدعم وتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية .

فيما أعرب السيد/ إريك إيب، رئيس شركة “هاتشيسون” العالمية، عن سعادته بتوقيع العقدين، مؤكدا أن هذه المناسبة بالغة الأهمية؛ حيث إن شركة “هاتشسون” لا تستثمر في محطات الحاويات فقط، ولكنها سعت لإشراك 3 من أكبر الشركات في العالم وهي CMA CGM وCOSCO وMSC، في هذا المشروع العملاق.

وقال: لقد بدأنا الاستثمار في بلدكم العظيم منذ عام 2005 بالإسكندرية، وكنا نشعر طوال هذه السنوات بالترحيب من جانب الدولة المصرية في كل خطواتنا، ولدينا تجربة مهمة للغاية في هذا الصدد، لذا فنحن متحمسون لمنحنا الفرصة لاستكمال ما بدأناه، والإسهام في النجاح والخطوات الإيجابية التي يشهدها الاقتصاد المصري.

وأضاف السيد/ “إريك إيب” أن مصر كانت دوما سوقا جاذبة ومهمة للغاية بالنسبة لشركتنا، ولا سيما مع تزايد عدد السكان ووجود قوى عاملة شابة ومتفانية واقتصاد مرن، الأمر الذي يعزز الثقة في نمو تجارة الحاويات في مصر.

وخلال حديثه، أشار رئيس الشركة إلى أن الوباء العالمي (كوفيد-19) والصراعات التي يشهدها العالم أدت إلى ظهور العديد من التحديات أمام الجميع، وقال: ما زلنا يحدونا الأمل بشأن انتعاش التجارة العالمية، وستستفيد مصر بشكل كبير من هذا الانتعاش المتوقع، لكونها دولة تقع على مفترق طرق التجارة العالمية وتربط قارتي آسيا وأوروبا مع إقليم الشرق الأوسط وأفريقيا.

وأوضح أنه تم تصميم المحطتين الجديدتين، بحيث يكون لهما مراس عميقة مع أحدث المعدات الفنية للتعامل مع أكبر سفن الحاويات في العالم، بالإضافة إلى ذلك سيكون لديهما مرافق للسكك الحديدية للتعامل مع الشحن، وهو عنصر مهم لإزالة الكربون من سلسلة التوريد، حيث تظل الاعتبارات البيئية عاملا مهما في قرارات الشركة الاستثمارية.

ولفت إريك إيب إلى أنه من أجل تحقيق نمو مستدام في الدول التي نستثمر فيها، لدينا اعتقاد في “هاتشيسون” أن نجاحنا يرتبط بنجاح المجتمعات التي نخدمها، ومن خلال هاتين المحطتين سنعمل على توفير فرص عمل ذات قيمة مضافة عالية في مصر.

وعقب ذلك، قدم السيد/ “جاري تشانج” عرضًا تناول خلاله جانبا من مسيرة العمل بموانئ هاتشيسون التي تعد من أكبر مشغلي محطات الحاويات في العالم، وقال في هذا الصدد: هذا العام يمثل العام الثامن عشر لتواجد الشركة في مصر، ومن خلال شبكة متصلة من المحطات داخل مصر سنعمل على تقديم خدمة متميزة بشأن تسهيل عملية التجارة للمستوردين والمصدرين.

وقال “تشانج”: لدينا ثقة تامة في مستقبل النمو الاقتصادي بمصر، والذي من شأنه توفير قنوات جديدة لجذب الاستثمارات الجديدة إلى الدولة المصرية.

هناء حسيب

الكاتبة الصحفية هناء حسيب، المشرف العام على مجلة وموقع الوطنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى