فن وثقافة

الغرفه المغلقه

بقلم \ اسلام العقاد
قصة \ الغرفة المغلقه بقلم \ اسلام العقاد انقضي اكثر من خمسة اشهر ولم يكتشف احد ما حدث علي ظهر السفينه (نيل وايت) قالها الدكتور ابراهيم ونفخ دخان سيجارته في وجه الطبيب الشاب الذي ارتسم علي وجهه ملامح التوتر والقلق قبل ان يري الجثة واتجه مع ابراهيم الي اكثر الاماكن ظلمه ووحشه ورعبا في ارجاء المستشفي حيث لا تجد هناك سوي الموت والسكون … انها المشرحه وبعد دخولهم احكم ابراهيم اغلاق الباب وقال _ امامك جثة ماتت داخل غرفه مغلقه من الداخل فما هي الاحتمالات ؟ قال الطبيب الشاب بكل حماس المبتدئين _ اختناق او تسمم او انتحار ابتسم ابراهيم في دهاء وقال استبعد الاحتمال الاول والثاني لان الجثه لا تحمل اي دليل علي وجود اختناق او تسمم _ اذن حي حاله انتحار ابتسم ابراهيم ابتسامه المنتصر واتجه نحو المنضده الرخاميه وازاح الفرش الابيض عن الجثه لتظهر له جثه سيده بلا راس وقال وهو ينظر في وجه الطبيب الشاب الذي بداء يظهر علي وجهه ملامح الدهشه والحيره _ اذن هي اول حاله انتحار بفصل الراس عن الجسد تماما _ مستحيل ان تكون انتحار _ اذن ما هي ؟ الم تتطوع للعمل في هذه القضيه التي أثارت فضولك _ نعم … نعم لكن انتظر لحظه واتجه الطبيب الشاب نحو الجثه وبداء يتفحصها بعد ان ارتدي قفازين من المطاط وظهر عليه ملامح الجديه واختفي عنه القلق والتوتر مما جعل ابراهيم يغضب فحياته كلها في المشرحه سنوات عديده وهو بين المنزل ….. الطعام …. المشرحه ….. الجثث … اسرار عالم الاموات … الموت … صمت وسكون مرعب بين الاموات هاهو يواجه طموح شاب حديث التخرج يتخيل انه عبقري زمانه لكن لابأس ان يأخذ فرصته كامله _ انظر يا دكتور ابراهيم …. ان القطع في الرقبه تم بشئ حاد جدا مثل السيف ولم يترك اي اثر للقطع بعنف مما يعني ان الراس طارت بضربه واحده _ لكننا لم نعثر علي اي اداه للجريمه فالسيف الذي تدعي وجوده لا اثر له _ انا متأكد انها جريمه قتل _ الباب كان مغلق من الداخل والنافذه تطل علي البحر واذا كانت جريمه فكيف خرج القاتل من الغرفة وكيف دخل _ هو لم يدخل بل كان موجود في الداخل من البدايه وعند دخول السيده اشتبك معها وحاولت المقاومه وقطع راسها بالسيف _ ما دليلك _ الدليل هو كف السيده … انظر له جيدا ستجد اثر جروح وقطع بكف اليد من الداخل _ نعم انه قطع لكن كيف خرج القاتل من الغرفه ولماذا حطم محتويات الغرف بالكامل بعد القتل _ من الذي اكتشف الجثه ؟ _ بعد ان وصلت السفينه الي الميناء اكتشف طاقم السفينه غياب احد الركاب وانه لم يغادر غرفته طوال فتره الرحله وبعد ابلاغ الكابتن جائت الشرطه وتم فتح كابينه النوم في وجود شرطه الميناء ووجدو الجثه ولم يجد احد الراس _ ماهو قطر النافذه _ انها نافذه دائريه صغيره قطرها لا يتجاوز ٣٠ سم _ معني هذا انه من المستحيل خروج رجل بالغ من النافذه _ اي نعم _ اذن ماذا حدث داخل الغرفه المغلقه … ضحك ابراهيم بصوت عالي وشعر بلذه الانتصار لانه اجبر الشاب علي طرح مثل هذا السؤال ثم قال _ معذره … لكننا هنا من اجل الاجابه علي هذا السؤال _ اذن اين محتويات وبقايا الاشياء المحطمه داخل الغرفه اشار ابراهيم نحو مجموعه من الاكياس البلاستيك علي المنضده الرخاميه في زاويه الغرفه فأتجه الطبيب الشاب نحوها وبداء يفحصها جيدا _ بقايا خشب محروق … زجاج …. ملابس ممزقه وبترت كلمته عندما وقع بصره علي شمعه سوداء فقال _ هل انقطع التيار الكهربي علي سطح السفينه _ لا اظن هذا .. لكن ما الداعي لهذا السؤال _ هذه الشمعه هي الداعي لكن … نعم نعم كيف هرب هذا من ذهني هذا امر مؤكد وظل يبحث في بقايا الحطام حتي وجد اثر اوراق كتاب ومسك قصاص الورق وقراء المكتوب بصوت هامس _ شمس المعارف _ ماذا قلت ؟ انا لم اسمعك جيدا اتجه الشاب نحو كبس الكهرباء واطفئ النور ثم قال _ هي كانت تجلس في مثل هذه الغرفه المظلمه وبعد ان اظلمت النور اشعلت الشمعه هكذا ثم اشعل الشمعه ووضعها علي المنضده وجرح كف يده بقطعه زجاج مكسور وسال دمه علي الشمعه وقال تلك الكلمات المكتوبه في قصاص الورق من كتاب شمس المعارف ثم قال _ هذا ما فعلته لكن لم تكمل ما كانت تقوم به لان ….. وفي لمح البصر بسرعه الريح ظهر شبح اسود اطاح براس الطبيب الشاب وظل الجسد بلا راس للحظات والرعب والفزع علي وجه دكتور ابراهيم وقبل ان يتفوه بكلمه واحده طار رأس ابراهيم وسقط جسده علي الارض والدماء كانت تملئ المكان وبعد لحظه سقط جسد الطبيب الشاب وتطحم كل شئ داخل المشرحه كما حدث مع السيده في الغرفه المغلقه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى