الأزهر

وكيل الأزهر: الجامع الأزهر منحة ربانية مَنّ الله ‏بها على الأمة

كتبت-هالة سعيد

قدم وكيل الأزهر، فضيلة الدكتور محمد الضويني، خالص العزاء لأسر ضحايا قطار المنصورة، متمنيًا ‏الشفاء العاجل للمصابين، كما قدم خالص العزاء لأسرة ضحية الغدر والخسة الفقيد نبيل حبشي ‏الذي غُدر به على يد المجرمين الإرهابيين من تنظيم داعش، في مشهد يندى له جبين الإنسانية ويؤكد ‏على تجرد تلك الجماعات الإرهابية من أدنى معاني الإنسانية. ‏

وأوضح وكيل الأزهر خلال كلمته في ذكرى إحياء تأسيس الجامع الأزهر أن الله –تعالى- أذن أن ‏تشرق أنوار الجامع الأزهر في ربوع مصر منذ ألف وواحد وثمانين ‏عامًا هجريًا، ثم انطلق خيره إلى ‏المشارق والمغارب يحمل معه جزءًا من صفات ‏مصر الحضارية التي عودت الدنيا العطاء والكرم ‏فكانت بحق “أم الدنيا”.‏
‏ ‏
وأضاف وكيل الأزهر أننا نحتفل اليوم بمؤسسة وضعت بذور الخير منذ مئات السنين في أرض مصر ‏‏الطيبة فأثمرت، وما زالت ثمراتها تخرج بإذن ربها كفاحًا ونضالًا وتربية وتعليمًا ‏وتوجيهًا ودعوة، تحمل ‏مشعل هداية القلوب، واستنارة العقول، وتنشر الوسطية ‏والاعتدال، وتدافع عن العقيدة الصحيحة ‏فكرًا ومنهجًا، لتكون بذلك لبنة ‏رئيسة في حماية أبناء الأمة من الوقوع في براثن الفتن.‏

وأكد الدكتور الضويني أن الأزهر وُلد لتزهر آثاره في جنبات الحياة، فصار ‏منارة للعلم، وقبلة للطلاب،‏‏ ‏‏وفي أروقته تعلم الملوك والسلاطين،‏ وفي معاهده تخرج الرؤساء والوزراء والسفراء ‏من شتى بقاع الدنيا،‏ ‏وإلي علمائه تقرب الملوك والأمراء، ومن صحنه انطلقت ‏الثورات، ومن على منبره وجهت، وبقيادة ‏علمائه ومشاركة طلابه انكسرت ‏قوى الطغيان، وتحطمت أحلام الغزاة.‏

وبين فضيلته أن الاحتفال بهذه المؤسسة العريقة في حقيقته احتفال بمنحة ربانية مَنّ الله ‏بها على ‏الأمة، لتحمل لواء الدعوة الإسلامية، وتتخذ الوسطية سبيلًا ومنهجًا، ‏فلا إفراط ولا تفريط، ولا ‏مغالاة ولا تهاون، ولتكون حصنًا حصينًا، وسدًا منيعًا ‏أمام الدعوات المتطرفة، والمناهج الهدامة، ‏وستظل هذه المؤسسة مقاومة ‏ومدافعة عن الإسلام الحنيف ما بقي الليل والنهار دون ضعف أو ‏تخاذل؛ ولذا ‏فمن حقنا أن نفرح بمؤسستنا، ومن واجبنا أن نتذاكر منهجه بين الحين والآخر ‏حتى ‏تقوم الحجة على المبطلين والمغالين، وتعود الحقوق إلى أصحابها.‏

وأكد الدكتور الضويني أن الأزهر الشريف أخذ على عاتقه –منذ أكثر من ألف عام- مسؤولية ‏الدعوة إلى ‏الإسلام، والدفاع عن سماحته ووسطيته واعتداله، ونشرها في مختلف دول ‏العالم، من ‏خلال آثاره العلمية والخلقية المباركة التي يتركها في عشرات الدول ‏التي تدفع بفلذات أكبادها إلى ‏معاهده وجامعته خاشعين في محاريبه، متعلمين ‏من مناهجه، مستفيدين من فعالياته، ثم بهذا الزاد ‏الروحي والخلقي والعلمي ‏الذي يحمله الأزاهرة المبتعثون، الذين يؤكدون أينما حلوا أن الإسلام دين ‏المحبة ‏والتعاون والتآخي والتعايش السلمي بين أبناء البشر، وأنه دين الرحمة والمودة ‏والبعد عن الغلو ‏والتطرف الذى ترفضه أديان السماء، فضلا عن نشر علوم ‏الشريعة التي تصون الحياة.‏

وأوضح وكيل الأزهر أنه لا يستطيع عاقل ولا مفكر ‏ ‏ ولا صاحب رأي سديد أن ينكر ‏ دور الأزهر الشريف في ‏نشر ‏قيم التسامح بين الناس جميعا، ورعايته للفكر الإسلامي المعتدل في مصر والعالم ‏كله.‏

واختتم الدكتور الضويني كلمته بأن الأزهر الشريف سيظل له دور فاعل في تعزيز وشائج الأخوة بين بني ‏الإنسان، ‏وفي تقوية التعاون العلمي والفكري والثقافي بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ‏وفي ‏نشر حقائق الدين والرد على أباطيل دعاة التفرقة الذين يتاجرون باسم الدين، ‏خصوصًا في هذه ‏المرحلة التي ينشط فيها تجار المشروعات الطائفية المقيتة التي ‏تضعف في الأمة مناعتها وقدرتها على ‏المواجهة، وتمزق وحدتها.‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى