اخبار

نحو ترويج سياحة المعارض الرياضية بقلم / الدكتور محمود فوزي

نحو ترويج سياحة المعارض الرياضية
بقلم / الدكتور محمود فوزي

جاء فوز منتخبنا القومي لكرة القدم دون الـ 23 عامًا ببطولة أفريقيا لشباب كرة القدم التي استضافتها أرض الفراعنة؛ ليطرح مبادرًة ذات طابع خاص، وهي تأسيس صرح عالمي ضخم يعرف بـ “متحف الرياضة المصرية” كي يوثق إنجازاتنا الرياضية المتلاحقة؛ علي مستوي كافة الألعاب الفردية والجماعية؛ الأوليمبية منها والبارالمبية أيضًا.
لقد صارت جميع الدول تنظر للبطولات الرياضية الكبري؛ كمحور بارز في بنية اقتصادها القومي؛ لما يترتب عليها من رواج لمعالم الدولة السياحية وتراثها الثقافي، وتنشيط سياحة المؤتمرات والمعارض؛ القائمة علي هامش هذه الصناعة الضخمة، وهو ما يعكس اتجاه الدول وتسابقها للحصول علي شرف تنظيم كبري هذه الفعاليات العالمية؛ كبطولات كأس العالم،ودورات الألعاب الأوليمبية،ودورات ألعاب البحر الأبيض المتوسط؛ بل وتتسارع الدول فيما بينها لتدشين ملاعب وساحات رياضية مزودة بأحدث الإمكانات التكنولوجية؛ لنيل هذا الفخر والمجد الرياضي.
وفي خضم الصراع مع الواقع الذي يعزي بأن البني التحتية لمصر غير مؤهلة لاستضافة وتنظيم مثل هذه الأحداث بالغة الضخامة، فإن الأمر يتطلب ضربًا من ضروب التفكير يثور علي هذا الواقع؛ من خلال التأسيس لمبادرات فكرية مرنة نابعة من قلب الحضارة المصرية وتاريخها العريق، وثروتها السياحية والأثرية الضخمة، والتي صارت الرياضة جزءًا أصيلا من هذه الثروة، فالبطولات الرياضية المصرية بالغة الشموخ، و أبطالنا الرياضيين ترتفع هاماتهم يومًا بعد يوم، ولا يبقي الآن سوي التوثيق والتأريخ الحضاري لهؤلاء الأبطال، والترويج السياحي لهذه الصناعة الاقتصادية بالغة الأهمية.
والمتحف الرياضي الذي أتحدث عنه؛ ينبغي إقامته علي أحدث طرز المعمار العالمي، مزودًا بأحدث تقنيات الإعلام والتطبيقات الرقمية متعددة الوسائط؛ بما يسمح بتقديم عروض تفاعلية بين الزوار مع مقتنيات المتحف ووثائقه من المواد المطبوعة والمسموعة والمرئية، فضلا عن تقسيم أرجاء المتحف لقاعات متخصصة وفقا للعبة، علي أن تحوي كل منها عرضًا تفصيليًا لأبرز أبطال اللعبة الرياضية وميدالياتها وكؤوسها، وأبرز المشاهد واللقطات الإعلامية والفيلمية التفاعلية التي تصور و تجسّد هذه البطولات والملاحم الرياضية.

كما يمكن تزويد المتحف بقاعات مؤتمرية لعقد الندوات والمؤتمرات الصحفية والحلقات النقاشية، وكذلك اجتماعات الموائد المستديرة بين كبار المسئولين والدبلوماسيين، ورؤساء الاتحادات الرياضية اللذين سيحرصون علي زيارة المتحف والتجول في أرجائه وأروقته، فضلا عن استضافة المهرجانات والحفلات الرياضية الضخمة، وما يصاحبها من فقرات فنية وترفيهية؛ تتسق مع طبيعة الأغراض السياحية للمتحف؛ الذي سيعد ملتقًا ثقافيًا للعادات والتقاليد والأعراف المتباينة بين مختلف الزوار؛ متعددي الأعراق والأجناس من كافة الدول.

كما يمكن أيضًا تزويد المتحف بشاشات تليفزيونية عملاقة؛ لتوحيد جموع الشعب المصري خلال مشاهدة البطولات الرياضية الكبري التي تشارك فيها المنتخبات القومية بمختلف الألعاب، ومن ثم تنمية معاني الوطنية والفخر الاجتماعي لدي المواطنين، وتعزيز فرص التبادل الثقافي والثراء المعرفي بين أبناء المحافظات والبيئات المختلفة؛ من الريف والمدن والبدو؛ بل وبين مواطني الدول العربية والأجنبية؛ نظرًا لما سيستقطبه المتحف من سائحين وأجانب مقيمين بمصر وخارجها.




 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى