اخبار

المسلمون يحققون فوزا غير مسبوق في الانتخابات النصفية الأمريكية

كتب: عمرو عبد الهادي- رنيم جاد

كشف مرصد الأزهر العالمي لمكافحة الإرهاب والتطرف، عن أسباب تحقيق المسلمين فوز غير مسبوق في الانتخابات النصفية الأمريكية، لافتا- في تقرير له- إلى مشاركتهم في عملية صنع القرار من خلال المجالس التشريعية، مؤكدا أن هؤلاء المشرعين يواجهون عددا من التحديات السياسية والاجتماعية في مختلف الولايات، وإلى نص التقرير:-

حققت المسلمة الأمريكية “نبيلة سيد” من أصول هندية، انتصارا تاريخيا في الانتخابات النصفية الأمريكية، لتكون أول مسلمة وأصغر أعضاء مجلس النواب في ولاية إلينوي. وأكدت النائبة التي ستمثل الدائرة (51) في المجلس في تصريحات متلفزة على أهمية مشاركة المسلمين في هذه الانتخابات، ولا تعد (نبيلة) المسلمة الوحيدة التي حققت هذا الانتصار التاريخي، إذ حقق مسلمون آخرون فوزا تاريخيا في المجالس التشريعية في في عدد من الولايات.

وفق منظمات إسلامية أمريكية، بلغ عدد المسلمين الذين ترشحوا في الانتخابات النصفية للمنافسة على المقاعد المحلية والفيدرالية نحو 145 مسلما، بينهم 48 مرشحا في المجالس التشريعية في 23 ولاية، وقد تجاوزت أعداد المسلمين الفائزين في هذه الانتخابات 80 مسلما، تضمَّنت فوز “زينب محمد” ديمقراطية من أصول صومالية بمقعد في مجلس شيوخ ولاية مينيسوتا، فضلا عن فوز 4 مسلمين آخرين بمناصب تشريعية في ولاية جورجيا، كما تكرر الأمر في ولايات أوهايو، ومين، وأوريجون، والعاصمة واشنطن.

ويثير هذا الفوز غير المسبوق للمرشحين المسلمين، عددا من التساؤلات حول أسباب هذا النشاط، وفشل الحركات المتطرفة في الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد، والدور الذي اضطلع به الأزهر الشريف في تفنيد مزاعم هذه الحركات ودعواته المستمرة إلى أهمية العيش المشترك في نهضة المجتمعات ورقيها، وتوجت بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين أكبر رمزين دينيين في العالم.

المشاركة المجتمعية

المتابع لانخراط المسلمين في المسار التشريعي بالولايات المتحدة، يلاحظ أن السبب يتعلق بقناعة أبناء الجالية الإسلامية بأهمية المشاركة المجتمعية التي تعد ركيزة أساسية في استقرار الدول، وتحصين أبناء المجتمعات ضد الأفكار الهدَّامة، وقد تتخذ هذه المشاركة شكل المبادرات الفردية التي تستهدف تحسين أوضاع المتجمعات التي يعيش فيها المسلمون باعتبارهم مواطنين، أو المشاركة في عملية صنع القرار من خلال المجالس التشريعية وغيرها من المسارات التي تنظمها الدول من أجل تحقيق الصالح العام في المجالات المختلفة.

يأتي ذلك في ظل ارتفاع عدد المسلمين الأمريكيين في السنوات الاخيرة، إلى 4.5 مليون مسلم عام 2020م، مقارنة بـ (2.6)مليون مسلم عام م2010 بحسب تقرير مركز (U.S. Religion Census) بالمخالفة لتوقعات مركز (بيو للأبحاث) بألا تتجاوز أعداد المسلمين 3.85 مليون نسمة في العام 2020م. مسؤوليات هذا الفوز التاريخي غير المسبوق يضع بلا شك على كاهل النواب الجدد مسؤولية مجتمعية تتمثل في نشر القيم الإيجابية والمثل العليا من خلال الصلاحيات التي تكفلها قوانين البلاد، وتقديم صورة نموذجية تحتذى في خدمة كافة المواطنين دون تميز والتعبير عن كافة المهمشين والمظلومين بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو العرقية أو الإثنية، وتعزيز شعور الوحدة والتضامن، مع ضرورة التركيز على تطوير العملية التعليمية.

التحديات

يواجه هؤلاء المشرعون عددا من التحديات السياسية والاجتماعية في مختلف الولايات، وهو ما يفرض عليهم بذل جهود مضنية من أجل التغلب على هذه التحديات. وقد تتمثل التحديات السياسية في تكوين ائتلافات تعمل على التقليل من شأنهم واتهامهم في وطنيتهم، على غرار الاتهامات التي وجهت للبرلمانيتين “رشيدة طليب” وهي من أصول فلسطينية، و”إلهان عمر” وهي من أصول صومالية. فيما تتضمَّن التحديات الاجتماعية في مدى قدرتهم على تمثيل كافة المواطنين، حتى لا تتلقَّفهم الأبواق الإعلامية كما فعلت مع سابقيهم.

ولطالما أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، على أهمية الاندماج في المجتمعات والتعايش مع مختلف القوميات والأجناس، نظرًا لدورها الفعال في نهضة الأمم وتقدّم المجتمعات، مع ضرورة الأخذ في الاعتبار أن الحفاظ على الهوية الدينية لا يتعارض مع الهوية الوطنية الأمريكية. وقد طبق الإمام الأكبر التعايش السلمي من خلال وثيقة الأخوة الإنسانية التي أرست دعائم التآلف والترابط بين بني الإنسان وأبرزت نقاط الالتقاء التي يمكن أن يعيش العالم من خلالها في وطن واحد، ينعم فيه الجميع بالأمن والأمان، والسلام والوئام، بغض النظر عن الاختلافات الدينية أو العرقية أو اللغوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى