إقتصاد وأعمالزاوية نفسية

قصه الطريق الاخضر

 بقلم /اسلام المدني
اصوات صراخ تأتي من كل جانب بينما كان يسر الدكتور رامي ابراهيم وسط ممر طويل يسمي الطريق الاخطر في احد المستشفيات النفسيه والعصبيه متجها الي غرفه جلسات العلاج، كان طبيب شاب في مقتبل العمر له بشره بيضاء وشعر اسود وجسد نحيل وفور دخوله الغرفه كانت تجلس منار علي كرسي صغير وسط الغرفه فظل يتفحصها جيدا وهو يقف عند باب الغرفه فكانت لها بشره سمراء وعينان واسعتان وشعر اسود طويل له جدائل رفيعه مثل جدائل الافارقه وبعد لحظات دخل الغرفه الخاويه من اي شئ سوي منضده استالس مربعه الشكل وكرسي تجلس عليه منار وكرسي اخر له قبل ان يجلس قال لها : انا الدكتور رامي ابراهيم هكون مسؤل عن علاجيك الفتره القادمه فنظرت له بعينها السوداء ورائسها الي اسفل وكأنها ساحره من ساحرات القرن الثامن عشر وابتسمت ابتسامه تنم عن سخريه وقالت له : اين الطبيب الاخر فقال رامي : اه الدكتور هشام اللي كان مسؤل عن علاجيك واخد اجازه ضحكت ضحكه مجلجله وقالت والابتسامه علي وجهها : تقصد انه مات من ساعه اصل اللي شافه ميقدرش اي مخلوق انه يتحمله ياخساره قلبه توقف عن النبض فقال رامي : وانت من اللي قال لك الكلام ده فقالت : انا مش محتاجه حد يقول لي اي حاجه فقال : علي العموم اطمني الدكتور هشام كويس وزي الفل وهو كان لسه معايا علي التليفون من ساعتين المهم خالينا فيكي انتي فقالت منار وهي تبتسم : انا كويسه مافيش اي حاجه فقال رامي : يعني مش بتشوفي خيالات ولا بتسمعي اصوات فصرخت منار في وجه الدكتور رامي وهي تتجه نحوه : انا اللي بعمل الخيالات والجنون للي زيك واللي زي هشام صحبك ثم دفعت المنضده بيدها بعيدا وكأن بها قوه الف رجل ومسكت جاكيت بدله رامي ودون ان يشعر اخذت زرار من الجاكت واخفته في طيات ملابسها ودخل اثنان من الممرضين انقضو علي منار واسقطوها علي الارض من اجل السيطره عليها ثم امرهم رامي ان يعطوها عقار مهدئ ويلقو بها في العزل ثلاث ايام وخرج من الغرفه متجه الي مكتبه فوجد احد اصدقائه متجه نحوه يقول له : رامي انا كنت عايزك انت فين رامي في صوت هادئ وهو مازال يسير في خطوات سريعه متجه الي مكتبه قال : خير في ايه ؟ فتوقف صديق رامي وقال بصوت به شئ من الحزن : الدكتور هشام مات من نص ساعه فتوقف رامي عن الحركه ونظر له وعينه جاحظتان وقال : ازاي ده حصل وانصرف رامي بسرعه متجه الي جراج المستشفي واخذ سيارته وانطلق الي منزل صديقه الدكتور هشام وفور وصوله المنزل وجد زوجه صديقه والكثير من اقارب هشام يرتدون السواد فتجه الي زوجه صديقه وبعد ان قدم لها واجب العزاء قال بصوت به رعشه : هو مات ازاي ؟ فرفعت الزوجه رأسها وقالت وهي تبكي : سكته قلبيه ومحدش عارف سببها وفي العاشره مساء بعد انتهاء العزاء ركب سيارته واتجه الي منزله وفي جراج المنزل وضع سيارته وقبل ان يخرج من السياره نظر الي مرايا السياره فوجد منار تجلس في المقعد الخلفي تنظر له فرتعش جسده ونظر خلفه مسرعا ولكنه لم يجد احدا وعندما عاود النظر الي المرايا لم يجد انعكاس صوره منار . دخل رامي منزله واتجه الي غرفته والقي ملابسه في كل ركن في الغرفه والقي بنفسه علي السرير وبعد لحظات من الاسترخاء سمع صوت خبط علي باب الغرفه جاء صوت الخبط خفيف ثم بداء يزداد بسرعه وقوه ونظرا لانه لم يتزوج وكان يعيش وحده فكان من الطبيعي ان يرتسم علي وجه ملامح الدهشه لكنه عندما نظر الي باب الغرفه وجد دخان كثيف يدخل الغرفه من اسفل الباب كان دخان بلون احمر داكن ظن في بدايه الامر ان هناك حريق فتحرك بسرعه وبفتح الباب لكنه لم يجد اي دخان في الخارج وتجول في الشقه كلها بحثا عن مصدر الدخان لكنه لم يجد اي شئ فتجه الي المطبخ ليشرب كوب من الماء وعندما فتح الثلاجه وجد رأس منار بشعرها الاسود والجدائل الرفيعه التي تشبه الثعابين وعيناها السوداء في قلب الثلاجه فصرخ وابتعد وبعد لحظه عندما ضقق النظر لم يجد شئ وانه كان يتوهم وظل مستيقظ طوال اليل يفكر فيما حدث هل هو نفسه يعاني من الهلاوس ؟ في صباح اليوم التالي كان رامي علي مكتبه في المستشفي يقراء ملف حاله المريضه منار فكانت الحاله بسيطه مجرد هلاوس سمعيه وبصريه وبعض الاحيان ينتابها حاله من الهياج العصبي يجعلها خطر علي نفسها وعلي من حولها بينما هو منهمك في قرائه الملف دخل عليه احد الممرضين وقال له : يا دكتور الحاله اللي اسمها منار ماتت فتحرك بسرعه الي غرفه منار فوجدها ميته وبعد توقيع الكشف عليها تبين انها ماتت نتيجه سكته قلبيه وانتهي اليوم ما بين التحقيق حول كيفيه موتها واجراء الدفن بعد ان تبين ان لايوجد احد من اهلها يرغب في استلام الجثه وبهذا الوضع ظن رامي ان المشكله انتهت لكن عند المساء وهو في منزله يجلس خلف جهاز الكمبيوتر سمع صوت ضحكات نساء ثم بداء ينتبه للصوت اكثر وعندما ارتفع صوت الضحكات تأكد ان الصوت يأتي من داخل منزله وحاول ان يتتبع الصوت لكن كانت الضحكات تأتي من كل مكان ثم انقطع التيار الكهربي وبداء يتسرب لديه صوت رياح واصوات خطوات اقدام ثم بدائت كل نوافذ وابواب المنزل تفتح وتغلق من نفسها بسرعه وقوه ثم هدئ كل شئ بسرعه وفي نفس الحظه ثم لاحظ انه ظهر علي كف يده علامه مثل نجمه ثلاثيه فنظر الي كفي يده وتعجب وتسال كيف ظهرت ومتي ؟ فقرر ان يدخل علي النت ويبحث عن اي شئ يدل علي معني تلك العلامه التي ظهرت علي كف يده فوجد ان كل المواقع تتحدث عن شئ واحد وهو ان صاحب هذه العلامه هو شخص مسحور بسحر سفلي وان هذه العلامه دليل علي انه سوف يموت في خلال ثلاث ايام وبحث عن طريق للنجاه لكنه لم يجد سوي طريق واحد وهو ان يقتل الساحر الذي صنع له هذا السحر وفي حاله موت الساحر فيجب عليه ان يدفن شئ غالي وثمين علي الساحر بجوار جثه الساحر كانت اليله الاولي له والعد التنازلي بداء لكنه يفكر بعقليه طبيب امراض نفسيه ولم يصدق اي شئ مما وجده علي النت لكن في صباح اليوم الثاني وهو في المستشفي نظر احد اصدقائه علي يده بمحض الصدفه ووجد العلامه فقال له ان هذه العلامه التي علي يدك هي نفس العلامه التي كانت علي يد دكتور هشام قبل ان يتوفي بثلاث
ايام هنا بداء يشعر بقلق وقرر المبيت في المستشفي يبحث عن اي شئ في متعلقات السيده منار تكون ثمينه بالنسبه لها وفي الظلام وبعد انصراف الجميع بداء يتحرك رامي في غرفه الارشيف والمتعلقات بحث عن اي شئ لكنه عثر علي صوره غريبه وسط متعلقات منار صوره لسيده وطفله تجلس بجوارها في حديقه المستشفي وبذكائه المعهود عرف ان السيده هي والده منار والطفله هي منار نفسها لكن كانت المفاجئه ان السيده كانت تتعالج في المستشفي نفسها لان مبني المستشفي يظهر في خلفيه الصوره والسيده ترتدي ملابس المرضي فذهب الي غرفته بسرعه ودخل علي موقع المستشفي ولكنه لم يجد شئ فتجه الي ارشيف المستشفي وبحث عن اسماء المرضي في الفتره الماضيه وبعد عناء اكتشف حقيقه الامر والحقيقه هي ان السيده سكينه والده منار كانت نزيله في المستشفي وماتت نتيجه انتحارها ومنار من شده الصدمه لم تصدق ان والدتها قامت بالانتحار وظنت ان اداره المستشفي لها يد في الحادث وقررت ان تنتقم من كل الناس فسافرت الي افرقيا وتعلمت السحر هناك ثم عادت ودخلت المستشفي وكان من السهل عليها ان تذاكر اي مرض نفسي وتخدع به بعض الاطباء خصوصا وهي تعتبر من اقوي السحره لكن الحقيقه التي عرفها رامي لم تنفعه فما فائده ما عرفه وهو سوف يموت بعد اقل من ساعه ونصف الساعه لان المهله المحدده وهي الثلاث ايام قاربت علي الانتهاء وبعد لحظات سمع صوت خطوات اقدام وبداء النور يرتعش وتهتز اللمبه المعلقه في سقف الغرفه وبداء يظهر خيال شبح اسود علي جدران الغرفه فصرخ رامي وجحظت عيناه وتدلي فكه السفلي وفي صباح اليوم الثاني اداره المستشفي عثرت علي جثه الطبيب رامي الشاب يجلس علي مكتبه وعلي وجهه ملامح الفزع والرعب وجاء تقرير الطبيب الشرعي يأكد انه مات نتيجه توقف القلب لتعرضه لفزع وخوف شديد لم يتحمله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى