فن وثقافة

إنتاج ديزنى أعمال عن المثليين قلق مشروع أم وصاية مرفوضة

 

كتب \مروان محمد ماجد

كشفت شركة ديزني الشهيرة أنها تستهدف بحلول نهاية العام الجاري ، أن تكون نصف الشخصيات الكرتونية التي تقدمها شركتها على الأقل من المثليين و المتحولين جنسياً، وهو ما أثار خوفا لدى آباء وأمهات وانقسام بين من يراه تحولا خطيرا يجب أن يصاحبه قلق مشروع وبين من يعتبر المخاوف وصاية مرفوضة.

مخاوف

هذه التصريحات أصابت العديد من الآباء والآمهات ببلادنا بالقلق على أبنائهم خوفا من تأثرهم بتلك الأعمال التى ستتضمن شخصيات كارتونية من المثلين أو المتحولين جنسيا  ، وهي الخطوة التي رأوها أنها جاءت بهذا الإيقاع السريع الذي يستهدف تغيير فكر الأطفال في مرحلة حرجة من تشكل إدراكهم ونموهم البيولوجي ..

و بالفعل بدأ بعض الآباء يطالبون بمقاطعة اشتراكات ديزني حتى لايساعدوهم على ذلك.

و على جانب أخر ، بدأ المهتمون بصناعة الدراما والانيمشين فى مصر يطرحون اقتراحات لإنتاج العديد من الانيمشين لاجتذاب الشباب بعيدا عن الأعمال التي تتضمن هذه النماذج التي يرون أنها غير متوائمة مع تقاليد مجتمعاتنا.

كما دعوا إلى تخصيص ميزانيات مللائمة لإنشاء قنوات تبث محتوى جيد يجذب أطفالنا بعيدا عن هذا التوجه المقلق للقنوات العالمية، كشركة ديزني التي أنتجت الكثير من الشخصيات المشهورة في كل بيت كميكي ماوس ، ودونالد دك ، وعلاء الدين… وغيرها ، كما تمتلك استديوهات مارفل وشخصيات سبايدر مان وهالك وكابتن أمريكا وغيرها..

دندراوى :إعلان ديزنى عن انتاج أفلام انيمشين تحتوى على شخصيات تتسم بالمثلية الجنسية هو خبر خطير

من جانبه حذر المنتج والمخرج محمد دندراوى ، منتج كرتون (عائلة رمضان كريم )، من إعلان ديزنى عن إنتاج أفلام انيمشين تحتوى على شخصيات تتسم بالمثلية الجنسية أو متحولين جنسيا، واصفا إياه بأنه “خبر خطير”.

وأشار إلى أنه فى الماضى كانت مجلات الأطفال تصدر عن مؤسساتنا الصحفية.

ولفت إلى مؤسسة دار الهلال التي كان يصدر عنها مجلات ” ميكى”  و” سمير ” باللغة العربية و مؤسسة “الأهرام ” التي كانت تصدر مجلة ” علاء الدين ” ، و  مؤسسة الاخبار” التي كان لديها مجلة ” بلبل ” التي أصبح اسمها بعد ذلك ” صبيان وبنات” ..الخ.

وأوضح أن مجلة الأطفال كانت مكلفة أكثر من المجلات العادية ، وذلك بسبب الرسوم والنصوص أعلى من المقالات السردية، قائلا: “فإذا كانت تكلفتها  100 على سبيل المثال فإنها كانت تباع بـ10 جنيهات، لأنهم هم كانوا يدركون أن هذه رسالة لأطفالنا، ويجب أن تصل إليهم  ليتعرفوا على  ثقافتهم وقيمهم ، وكانت هذه المجلات تلتزم بقيم مجتمعاتنا”. .

ولمواجهة تأثيرات “ديزني” في أطفال مجتمعاتنا ، طالب دندراوي بأن يتم  إلزام  أى قناة بـ”كوتة” لإنتاج أعمال كرتون للأطفال ، فاذا كانت تنتج حاليا مسلسلات للفنانات الشهيرات بميزانيات لا تقل عن  70 مليون جنيه بأن تنتج أيضا مسلسل واحد  انيميشن  للأطفال .

وأشار دندراوى إلى أنه طالما طالب بالاهتمام بإنتاج الانيمشين ،لكن لاحياة لمن تنادى.

وأوضح أن ما سينتج فى الغرب من أعمال الأنيميشن ليس له علاقة بقيم ومبادئ الشعوب العربية وتحتوي أفكارا غريبة، وهذه من وجهة نظره ليست مؤامرة منهم ،  بل إن الأمر ببساطة هو أن الغربيين يعبرون عن ثقافتهم ، لذلك  فلابد أن تقدم دولتنا محتوى منافسا.

و طالب  دندراوى من الهيئة الوطنية للإعلام أن تلزم  القنوات التابعة لها  بعدد ساعات معينة تخصص للأطفال مع توفير استوديهات وورش عمل من خلال المعاهد والكورسات  ليكون هناك سوق للأنيمشين فى مصر.

دندراوى : لدينا مواهب يعملون فى ديزنى ونستطيع إنتاج أعمال مميزة وتناسب أطفالنا

وأضاف دندراوى أن هناك شركات إنتاجية مثل “المتحدة”  و”سينرجى”  وشخصيات كـ”تركى آل الشيخ ” يمكنها أن تنت أعمال انيمشين ضخمة .

وأكد أنه من المحزن أن في دول الخليج هناك اهتمام أكثر بالطفل مقارنة بمصر ، محذرا من فقد هويتنا فى  مصر بالرغم أن لدينا أفكار وثراء بالمواهب، قائلا: “المشكلة فى عدم الاهتمام ، وذلك لأنه دائما ما ينظر للأمر على أنه أي إنتاج  لابد أن يحقق ربحا وقتيا ، لذلك نفضل إنتاج الدراما لأنها تجلب الإعلانات .

وأكد دندراوى أنه لدينا مواهب يعملون فى “ديزنى”، فلايجب أن نتتظر حتى نجد أطفالنا يشاهدون الشذوذ والتحول الجنسى وغيره وكان هذا أمر طبيعى، مضيفا: “للأسف الأهالى لن تستطيع أن تمنع حتى لو كان هناك تصنيف عمرى  ، فهم  لن يستطيعوا السيطرة على أطفالهم”.

عمرو سمير عاطف : إعلان ديزنى مؤشر هام يوضح أنه يجب مخاطبة الطفل المصرى من خلالأاعمال مصرية ناجحة

وعن هذا التطور الجديد في سياسات ديزني ، قال السيناريست عمرو سمير عاطف على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك ، أنه  “بالرغم من أن افلام ديزني كانت قمة في الروعة والإبداع والعظمة ، وبالرغم من أننا في مصر ما نقدرش نعمل ولو جزء بسيط من فيلم منهم ، إلا أن الناس في مصر كانت مشاهدتها لـ”بكار” كانت أكثر والإحصائيات موجودة ونقدر نرجع ليها”.

وأضاف: “وده مش معناه على الإطلاق إن بكار أحسن فنيا، لكن المقصود منه أن المسلسل ده قدر يوصل للمشاهدين المستهدفين عندك ،  والحلقات تقدر تراجعها وتقدر تفحص محتواها وتشوف هل يا ترى كان مناسب للطفل المصري ولا لا”.

وأضاف عاطف : “النهاردة شركة ديزني أعلنت ان نسبة كبيرة من أعمالها الفنية المقدمة للاطفال ستحتوي علي شخصيات مثلية أو متحولة جنسيا ، أنا مش هدخل في نقاش عن مدى صوابية أو ضلالية ده ، بس ده مؤشر مهم بيقول بكل وضوح أننا لو مافيش عندنا أعمال مصرية ناجحة في مخاطبة وجذب انتباه وإعجاب الطفل المصري فاحنا كده ها نكون بنسلم عقل ووجدان وإخلاق وإيمان أطفالنا لغيرنا فهل إحنا عايزين كده؟”.

عمرو سمير عاطف : هناك أزمة اقتصادية بالفعل لكن المطلوب من الدولة أن تنتج لنفسها وفتح مجال للقطاع الخاص

وأضاف عاطف أنه من الصحيح أن هناك أزمة اقتصادية وقد يقال أنه لا توجد ميزانية لإنتاج أعمال اطفال جيدة ، لكن من الذي قال إنه من المطلوب من الدولة أن تنتج بنفسها ؟

وتابع: “افتحوا المجال للقطاع الخاص لإنتاج محتوي يناسب الطفل ، ولو إننا مصممون على سيطرة الدولة على مضمون ما ينتج فلدينا الأجهزة الرقابية التي لا تمر كلمة من تحت أنفها،  ولو كان الرد هو أن  المجال مفتوح”.

واستطرد قائلا: “سأقول لك لكننا نحتاج لتشجيع ، فلماذا لا يكون هناك مثلا إعفاءات ضريبية لمن ينتج للأطفال؟ كما أنه من الممكن أن نشترط على  شركات الإنتاج أن تقدم أعمالا  للأطفال كما تقدم مسلسلات ، و إذا كانت لا توجد ميزانيات  لإنشاء قناة مخصصة للأطفال  ، فمن الممكن أن تخصص كل قناة ساعة من إجمالي ساعات البث لأعمال الأطفال ، والأعمال التي  تتميز من الممكن إعادة عرضها عشرات المرات في السنة ، والطفل سيشاهدها في كل مرة لو أحب المسلسل ، هذا بالطبع بخلاف المنصات التي يتزايد عدد مشتركيها”

المخرج خالد جمال: الذين يرون أنهم أوصية على أطفالنا لديهم فكر ساذج وهناك تصنيف عمرى فلاداعى للقلق

في المقابل، علق المخرج خالد جمال على ماقاله السيناريست عمرو سمير عاطف، قائلا إن بكار حلقاته حققت مشاهدة كبيرة ، لكن هناك أيضا أعمال هامة قدمناها مثل “عصام والمصباح ” على مدار 4 سنوات بطولة مصطفى قمر و”عائلة رمضان كريم ”  تعرض كل عام فى رمضان فى كل حلقة قيمة لبث بها روح المعتقد الدينى وكيف يتمسك الأطفال به ، وأيضا قدمنا ” سنوحى ” على مدار 4 سنوات وهو  العمل الذى ركز على جذورنا الفراعنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى