مقالات

الاثر الايجابى للوعى المجتمعى فى التعامل مع كورونا

كتب احمد عبد المنعم

على خلاف الكثير من التهديدات التي تواجه المجتمعات البشرية في فترة من الفترات سواء لأسباب طبيعية كالزلازل والأعاصير أو لأسباب من صنع البشر أنفسهم كالحروب الواسعة النطاق جغرافيا وبشريا فإن فيروس «كورونا» الذي صنفته منظمة الصحة العالمية على أنه من اشد الفيروسات خطورة بعد أن انتشرت الإصابة به كالنار في الهشيم وسجل إصابات بين مختلف شعوب العالم تحول إلى تهديد عام لا يمكن لأي دولة أن تتعامل معه منفردة باعتباره تهديدا لأمنها الصحي أو تجيير التعامل معه لأغراض أخرى فالتعامل الصحيح معه يجب أن يكون جماعيا ومن منطلق إنساني فقط لأن هذا الخطر لا يهدد إنسانا دون آخر ولا أمة دون أخرى بعيدا عن أي حسابات أخرى.

إن خطرا كالذي يمثله هذا الفيروس وسرعة انتشاره وعدم اعترافه بأي خصوصيات بشرية أو حدود جغرافية أو أي أوضاع اقتصادية أو اجتماعية خطر كهذا لا يمكن حصر مسؤولية التصدي له والعمل على احتوائه في الجهود التي تقوم بها الأجهزة المختلفة التابعة للدولة أو تلك الجهود التي تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني وإنما هي مسؤولية تقع على عاتق كل فرد من أفراد المجتمع من أجل المساهمة في هذه الجهود وتحويلها إلى جهود جماعية لتحييد هذا الخطر ومن ثم هزيمته.

دور الفرد هنا يكمن في مستوى الوعي المجتمعي هذا الوعي له دور مهم ومؤثر في إنجاح الجهود التي تقوم بها مؤسسات الدولة وكذلك مؤسسات المجتمع المدني بدون وجود وعي مجتمعي فعال فإن نسبة كبيرة من هذه الجهود يمكن أن تذهب هباء فالوعي الفردي يمثل الاساس في الوعي المجتمعي فالفرد قادر على المساهمة بجهوده الفردية في إنجاح جهود التصدي لهذا الوباء من خلال عدة أدوار مثل الالتزام الدقيق والصارم بالتعليمات الصحية التي تصدرها الجهات المختصة ومن خلال تفعيل هذه التعليمات على مستوى المنزل وأماكن العمل

كذلك فإن دور الفرد في مثل هذه الظروف لا يمكن حصره في مساهمته المباشرة في دعم الجهود التي تقوم بها مختلف المؤسسات الصحية والإعلامية الحكومية والأهلية على حد سواء وإنما من خلال القيام بدور مباشر مثل التصدي للشائعات التي عادة ما تنتشر بسرعة خلال الأزمات واستفحال المخاطر وما يعطي الدور الفردي أهمية خاصة في هذه الظروف وهذه الأوقات أنه يأتي في ظل الانتشار الواسع لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي حولها البعض إلى أداة تخريب وتعطيل للجهود الإنسانية التي تكافح من أجل التصدي لمثل هذه المخاطر
من واجبنا بل ومن مسؤلية ألافراد والمواطنين أن نساعد وندعم الجهود التي تقوم بها مختلف المؤسسات الرسمية والأهلية عبر تفعيل منصات التواصل الاجتماعي وتسخيرها لخدمة هذه الأهداف وحمايتها من العبث والاستغلال السيئ الذي يهدف إلى حرف دورها الإيجابي المفترض ذلك أنه في ظروف كهذه الظروف حيث أصبح فيروس كورونا فوبيا نفسية بالنسبة الى جميع أفراد المجتمع وبالتالي يمكن الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي للتخفيف من وطأة المخاوف الناجمة عن الانتشار الواسع لهذا الفيروس وتأثيره النفسي على حياة الأفراد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى