«السرطان» يهزم المحاربتين

مصر تودع أيقونتين من محاربي السرطان
سلمى الزرقا تزرع الأمل في نفوس الأصحاء قبل المرضى
الرسالة الأخيرة ل “أسماء مصطفى”: الموت بيقرب مننا والدنيا بتصغر
كتبت: رنيم جاد
اكتست منصات مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا باللون الأسود، إثر خبر وفاة سيدتان لا يجمعهم سوا محاربة السرطان اللعين. الباحثة سلمي الزرقا، والاعلامية أسماء مصطفى، قدمتا نموذجا فريدا للتحدي والإرادة، وبعد صراع طويل مع المرض غابت شمسيهما الإثنين 22 نوفمبر الماضي .
سلمى الزرقا .. مولدها ودراستها
سلمى الزرقاء فتاة مصرية، من محافظة الاسكندرية، مواليد 1993م، تخرجت في كلية الإدارة والتكنولوجيا بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، لم تحضر حفلة تخرجها بسبب تدهور حالتها الصحية، عملت كمدرس مساعد في الأكاديمية العربية، بجانب عملها كمدير تسويق لعدد من المنظمات الشبابية .
بداية الصراع
تسلل إليها السرطان المتوحش، 2015م، وأخذ ينهش عظامها، وحسب تقرير الجمعية الأمريكية للسرطان، هذا النوع من السرطان نادر وشرس، وفي يوليو 2018، كتبت سلمى على صفحتها أن السرطان عاد من جديد، وأنها مستعدة للمعركة الشرسة معه مرة أخرى، والتى كانت نتيجتها هى بتر ذراعها الأيمن – مطلع أكتوبر من العام ذاته- وتدربت على الكتابة بيدها اليسرى .
زواجها
تزوجت عام 2019م، من المهندس إسلام عرفات، نجل المحاسب وليد عرفات، رئيس نادي سموحة الجديد، وكان زوجها من أوائل من ساعدها ودعمها خلال رحلتها مع المرض .
تجدد الصراع
أجرت أكثر من عملية كان آخرها زراعة نخاع العظام أكتوبر 2020م، وفي يوليو الماضي، نالت سلمى الزرقا درجة الماجستير في قسم إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية، ومنعها تدهور حالتها الصحية من استلام شهادة الماجستير، لتبدأ رحلة جديدة مع المرض حيث أعلنت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، أغسطس الماضي، إصابتها بانتكاسة لوكيميا الدم .
السوبر وومان
اعتبرت سلمى الزرقا بمثابة الملهم للجميع من خلال الأثر الذي تركته للعامة- خاصة في فترة محاربتها مرض السرطان-، منذ بداية رحلتها مع المرض لم تفقد الأمل والإيمان، وكانت تحارب من أجل حياتها، وتشارك قصتها وتفاؤلها بالشفاء من خلال كتابات ملهمة على صفحتها على فيس بوك وانستجرام، مستشهدة بآيات من الذكر الحكيم، واحاديث من السنة النبوية المشرفة، وفى تصريحات سابقة لها، قالت عن إحساسها بعد عملية بتر ذراعها: “أنا أرفض إنه يتقال عليا معوقة أو معاقة لأنى مش شايفة نفسى كده، وعمري ما هكون كده، السرطان مقدرش يهزمني، ولا قطع ذراعي حيهزمني، أنتم ممكن تكونوا فاكرين إن حياتي بتنهار، بس صدقوني الكلام ده مش صحيح، دي مجرد البداية”؛ ليلقبها رواد مواقع التواصل ب “المحاربة”، و “السوبر وومان” .
وبعد تجدد الصراع وإصابتها بلوكيميا الدم، أشارت سلمى، فى منشور لها، إلى صعوبة المرض، قائلة: “لا أستطيع أن أعد بأنني سأنجو, لكنني سأحاول، إنا لله وإنا إليه راجعون، إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، بقدر ما قد يبدو الأمر محزنًا، تم تشخيصي بسرطان الدم، بعد 10 أشهر من إجراء عملية زرع نخاع العظم، بدأت اليوم عمليات نقل الدم للبقاء على قيد الحياة، دمي يتناقص بسرعة وبدأت الحمى والألم الرهيب” .
ما قبل الرحيل
كان آخر ما كتبته عبر حسابها على «انستجرام»، 11 نوفمبر الماضى، أنها لم تتناول الطعام منذ 44 يومًا، وفقدت حرفيا كل عضلات جسدها، وتتنقل بواسطة كرسي متحرك، وأنها كانت تتغذى عن طريق المحاليل الطبية والعلاج الكيميائي والمضادات الحيوية، وقبل يومين من وفاتها، طلبت من متابعيها على فيسبوك الدعاء لها قائلة: “أدعو لي أرجوكم، صلوا من أجلي، أنا في حالة حرجة للغاية” .
وفاتها
ومع الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، أعلن زوجها وليد عرفات، وفاتها وإسدال الستار على حياة واحدة من الملهمات ومحاربات السرطان اللعين، قائلا عبر حسابه على فيس بوك: “إنا لله و إنا إليه راجعون.. توفت إلى رحمة الله تعالى زوجتي حبيبتي سلمى محمد الزرقا .. برجاء الدعاء” .
بكاء على الهواء
استقبل مذيعو برنامج «هذا الصباح»، خبر وفاة الإعلامية أسماء مصطفى، بالبكاء على الهواء، حيث نعى الراحلة عدد كبير من الإعلاميين والشخصيات العامة، وذلك عقب إعلان النائب أيمن أبوالعلا، زوج الإعلامية الراحلة، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” نبأ وفاتها مدونا: “انكسر ظهري وفُطر قلبي، ولن أقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون” .
تفوق أسماء مصطفى
الإعلامية أسماء مصطفى، تخرجت في كلية التجارة وإدارة الأعمال، وكانت رسالتها في الماجستير بقسم الإدارة المالية،
بدأت العمل الإعلامى من خلال جريدة “اليوم السابع”، وشاركت في تجربة “فيديو 7” – بحسب ما ذكرته الزميلة اليوم السابع .
زواجها
وكان أول ظهور إعلامي لها – عبر الفضائيات- من خلال برنامج “لقاء خاص” على قناة “التحرير”، ثم قدمت العديد من البرامج الصباحية الشهيرة، منها “صباح الورد”، و”نهار جديد”، و “صباح التحرير”، وانضمت بعد ذلك لفريق عمل قناة إكسترا نيوز، وقدمت عدد من البرامج على شاشتها، منها برنامج “هذا الصباح”، وتزوجت بالنائب الدكتور أيمن أبوالعلا، وأنجبت منه طفلين، وابتعدت عن الإعلام لفترة اعتنت فيها بطفليها .
العمل الإذاعي
خاضت تجربة العمل الإذاعى، من خلال تقديم برنامج “في بيتها” على راديو هيتس، وقدمت نفس البرنامج على نغم إف إم، كما شاركت في مسلسل الأطفال وردة وتوت عبر نفس المحطة .
البداية
كانت قد أعلنت الإعلامية الراحلة- رحمها الله- عبر حسابها على فيس بوك في أبريل الماضي، بعد أشهر من اكتشاف إصابتها بالسرطان، أنها تتلقى العلاج، وحرصت طوال تلك الفترة على مشاركة متابعيها تفاصيل رحلتها في العلاج، حيث خضعت لعدد من العمليات الجراحية إلى جانب جلسات العلاج الكيماوي .
تأخر الحالة الصحية
وسبق أن كشفت أسماء مصطفى، أسباب عدم مشاركة تجربتها في مقاومة مرض السرطان مع متابعيها مثل بقية المشاهير، لافتة إلى أن حالتها الصحية “معقدة”، وما زال الفريق الطبي يحاول الوصول لبروتوكول علاج كيماوي يناسب حالتها المتأخرة نسبيا، واعتذرت عن تقديم بث مباشر لطمأنة محبيها مؤكدة أنها لن تظهر وهي بهذه الحالة الصحية .
تفاصيل المعركة
ووجهت أسماء رسالة لكل متابعيها عبر صفحتها بموقع الفيسبوك قالت فيها: “مساء الخيرات عليكم وتحياتي وشكري لكل الناس الجميلة على الصفحة، ردا على سؤال بتسأله كتير جدا هو أنا ليه مش بحكي تجربتي وتفاصيل المعركة مع المرض اللعين مع إن في ناس كتير عملت كده وإن ده مهم علشان غيري يستفيد؟! الإجابة ببساطة إني طبعا مقتنعة ومدركة بأهمية إن مريض السرطان بيقدر يفيد غيره بتجربته وبيكون فعلا فيها أمور كثيرة وأحيانا معقدة جدا .
عملية جراحية
وخضعت لعملية جراحية في سبتمبر الماضي، وذلك لإزالة جزء من ورم جديد، وفى منتصف أكتوبر الماضي، أعلنت صفحتها الرسمية دخولها المستشفى، قال أدمن الصفحة: “بنعتذر لعدم التواصل والرد لأن أسماء تعرضت لوعكة دخلت على إثرها المستشفى دعواتكم تخرج بالسلامة” .
واستكملت: “أنا لسه عندى مشوار مع العلاج والحمد لله لثاني مرة ماقدرتش أتخلص من الورم اللعين كليا، ولسه هكمل علاج؛ لكن ربنا نجاني الحمد لله، وأكيد له حكمة وأكيد ده الخير، وربنا يسامحنى على كل يوم كنت بصحتي وماصحتش أحمد ربنا عليه” .
الرسائل الأخيرة
وكتبت في آخر منشور لها، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “معرفش ليه بجد الإنسان لما بيجرب أنه قرب من الموت وربنا بينجيه ويقف معاه وكل شوية يقرب ويبعد الدنيا في نظره بتصغر وبيحس أن كان بيدي أمور ملهاش لازمة مساحة في حياته وبيحتفظ في قلبه بعيلته وأهله والناس الحلوة الطيبة إللي حواليه دول بس اللي بيفضل فاكراهم حتى لو حد كان مزعله أو في موقف وجت السيرة بالصدفة حقيقي بكون مش فاكرة أساسا بفكر في ناس تانية خالص، سبحان الله فعلا مش دايم غير المعروف والمحبة والسيرة الطيبة” .
وقالت أسماء في رسالتها: “النهاردة بجد جاتلى اغلى هدية ممكن انسان في مرضه أو شدة محتاجها أصحابى الستات الجدعان واحلى ماميز في الدنيا فكروا يجيبولي ايه هدية وعملوا احلى حاجة في الدنيا ممكن أكون أنا وغيري محتاجينها ولا تقدر حقيقي من وجهة نظري بثمن .. بدل ما كل واحدة تروح تجيبلى هدية أو ورد شيكولاتة إلى هي الهدايا لما بتروح تزور حد وطبعا كتر خيرهم، إنما جمعوا بعض ولما الفلوس وراحوا اشتروا جهاز حقن كيماوى وحطوه باسمى في مستشفى ٥٧” .