مقالات

مصر و غزة صوت الحق في زمان الانكسار

بقلم / د. هاني عبده

دعم مصر “حقٌ و واجبٌ”

منذ اندلاع أحداث غزة الأخيرة، تثبت مصر من جديد أنها صاحبة الموقف الأشد رسوخًا والأكثر عقلانية. رفضت القاهرة أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، واعتبرت ذلك خرقًا فادحًا للقانون الدولي، ثم بادرت إلى طرح خطة إعمار واسعة تُعيد الأمل لسكان القطاع وتمنحهم القدرة على الصمود.

وبينما تحمي مصر حدودها وتواجه ضغوطًا دولية هائلة، تتحمل في الوقت ذاته العبء الإنساني والإغاثي عبر معبر رفح، وتدفع ثمن الحملات الإعلامية المضللة. ومع ذلك، لم تتراجع عن دورها التاريخي كصمام أمان للمنطقة.

إن دعم مصر اليوم هو دعم لفلسطين ذاتها، وهو وقوف إلى جانب الحق في مواجهة منطق القوة. فالقاهرة لم تكن يومًا مجرد وسيط، بل كانت دائمًا قلب الحدث النابض وحصنها الحصين.

إن دعم مصر يجب ألا يقتصر على التضامن المعنوي، بل يجب أن يتجسد في حشد دبلوماسي عربي وإسلامي، ومساندة اقتصادية لخطة الإعمار، وتعاون أمني وإعلامي يثبت أن الدور المصري هو حجر الزاوية في حفظ استقرار غزة والمنطقة بأسرها.

فالتطورات الأخيرة تؤكد في قطاع غزة أن الدور المصري يظل الأكثر تأثيرًا في ضبط توازنات الصراع. فقد رفضت القاهرة بصلابة جميع الطروحات التي تستهدف إفراغ غزة من سكانها، وعدّت ذلك جريمة إنسانية تتعارض مع القانون الدولي. وفي الوقت ذاته، طرحت خطة لإعادة إعمار القطاع، تركز على البنية التحتية والإسكان ودعم صمود السكان.

هكذا هي مصر، قامةٌ لا تنحني، ورايةٌ لا تُطوى، تقف وحدها في وجه جحافل المؤامرات كالصخر الأشمّ أمام عصف الرياح، لا تهاب كثرة الخصوم، ولا ترتجف عند احتدام الخطوب، تبقى نجمًا هاديًا في ليلٍ مضطرب، وحصنًا منيعًا في زمنٍ تكالبت فيه الأمم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى