الرئيسيهالصحه

فريق طبي بمستشفى الهرم ينجح فى إنقاذ حياة عامل بعد اختراق «صاروخ معدني» لرقبته

كتب: تامر الشاهد 

نجح فريق طبي بمستشفى الهرم التابع لأمانة المراكز الطبية في إجراء جراحة دقيقة لعامل يبلغ من العمر 37 عامًا تعرض لجرح نافذ بالرقبة، جراء اختراق «صاروخ معدني» أثناء مزاولته عمله.

نُقل المصاب إلى المستشفى في ظروف ميدانية بالغة التعقيد تمثلت في إنزاله من الطابق الحادي عشر داخل عقار سكني تحت أعمال التشطيب، وتم النقل باستخدام معدات نقل طبية خاصة تتطلب دقة شديدة لتفادي أي تفاقم في الإصابة أو تعريض حياته للخطر، وقد تعامل طاقم الإسعاف باحترافية عالية ويقظة كاملة ساهمت في إنقاذ حياته ومنع تدهور حالته الصحية.

استقبل أطباء الجراحة بقسم الطوارئ الدكتور محمد شلبي، المريض في حالة حرجة، وباشروا عملهم بتقديم الإسعافات الأولية اللازمة له في وقت قياسي، ثم تم استدعاء فريق جراحة الأوعية الدموية ونقله لغرفة العمليات لإجراء العملية الجراحية، حيث تمت الجراحة بقيادة الأستاذ الدكتور هانى مصطفى استشاري الأوعية الدموية، والدكتور محمد طه غانم اخصائي الجراحة والأوعية الدموية والقدم السكري، وضم الفريق الطبي كلًا من النواب دكتور ياسر مصطفى ودكتور عبدالرؤوف محمود، واستشاري التخدير الدكتور محمد عفيفي.

Oplus_131072

في سياق متصل قام الفريق الطبي للاستشاريين والأطباء المختصين بإجراء جراحة دقيقة للمريض، تم خلالها إزالة الجسم المعدني واستكشاف الأوعية المصابة وإيقاف النزيف، إضافة إلى ترميم العضلات التالفة.

ضم الفريق الطبي الذي قام بإجراء التدخل الجراحي نخبة من الكفاءات الطبية في المستشفى، كما ساهمت فرق التمريض في مختلف مراحل الإنقاذ، من الطوارئ والعمليات إلى رعاية السكتة الدماغية والقسم الداخلي.

Oplus_131072

صرح الأستاذ الدكتور منصور خليل مدير مستشفى الهرم، بأن نجاح هذه العملية يعكس كفاءة الفريق الطبي بالمستشفى، مؤكدًا على أهمية العمل بروح الفريق الواحد في تقديم رعاية صحية متميزة للمرضى.

في سياق متصل خاض رجال الإسعاف رحلة استغرقت أكثر من 45 دقيقة لإنقاذ العامل، حيث ورد بلاغ إلى هيئة الإسعاف المصرية تضاربت الأقاويل بشأنه في بادئ الأمر، ما بين حديث عن مصرع عامل داخل شقة تحت التشطيب بحي الهرم بالجيزة، وبين إصابته إصابة بالغة تهدد حياته، حيث تلقى الاستغاثة الخط الساخن 123 لهيئة الإسعاف بخصوص تلك الواقعة شقت طريقها في غضون ثوانٍ إلى غرف القيادة والتحكم، التي سارعت بتوجيه أقرب سيارة إسعاف إلى موقع الحادث، بقيادة شادي حسني وزميله المسعف باسم جمال عبد العظيم.

Oplus_131072

دقائق قليلة كانت كفيلة بوصول رجال الإسعاف إلى موقع الحادث، ليجدا تجمهراً من المواطنين أسفل أحد الأبراج السكنية، وسط تضارب في الأقاويل بينهم؛ منهم من ادّعى مصرع العامل، ومنهم من تحدث عن اختراق جسم معدني (بُنطة هلتي) لجسده، متسببًا في فتحتي دخول وخروج.

تكهنات وأقاويل لم توقف رجال الإسعاف كثيرًا، فصعدا العقار محمّلين بكامل عتادهم الإسعافي، وفي الطابق 11، وداخل شقة سكنية تحت التشطيب، وجدا عاملاً «سباكًا» قد خَرّ صريعًا وسط بركة من الدماء.

مشهد دموي وثقته أعين رجال الإسعاف بموقع الحادث، ينذر بانعدام فرص نجاة العامل، مع فقده كمية كبيرة من الدماء بفعل الجرح الغائر الذي تسبب فيه صاروخ معدني مزوّد بأسطوانة معدنية شديدة الحدة، استقر كلاهما في رقبته. مشهد مروّع لم يمنعهما من السعي لإنقاذ حياته، بالرغم من خطورة الإصابة وصعوبة الحركة.

سارع رجال الإسعاف بفتح حقيبتهم الإسعافية، واستخرجوا منها كل الضمادات والأربطة الطبية المتوفرة لديهم، على أمل إيقاف شلال الدماء المتدفق من رقبة العامل، مع العمل على تثبيت الصاروخ المعدني وعدم استخراجه أو تحريكه إطلاقًا.

فور الانتهاء من تأمين موضع الإصابة، بدأت رحلة النزول نحو سيارة الإسعاف من الطابق الحادي عشر. رحلة قصيرة زمنًا، لكنها بالغة الدقة؛ إذ تم نقل العامل على نقالة متعددة الأوضاع يمكن تعديلها لتأخذ شكل كرسي بعجلات.

باشر شادي بدفع الكرسي بحذر، وظل المسعف باسم ممسكًا بالصاروخ المعدني الذي يبلغ وزنه عدة كيلوجرامات أثناء النزول في رحلة، بلا مبالغة، لا تُقاس بالخطوات أو الأمتار بل بالسنتيمترات؛ لأن أي تضارب في خطوات الزميلين كان يعني زيادة توغل الأسطوانة المعدنية داخل رقبة العامل، ومن ثم مصرعه فورًا.

من المشاهد الإيجابية بموقع الحادث، تكاتف الأهالي في معاونة رجال الإسعاف أثناء إنزال العامل إلى سيارة الإسعاف.

“زحام شارع الهرم” كان عنوان المرحلة الثانية من عملية إنقاذ العامل، مرورًا بأحد أهم شوارع مصر التجارية التي تضج بالحياة ليلًا ونهارًا. الأمر الذي دفع رجال الإسعاف لاستغلال كل ثانية في طريقهم إلى المستشفى، حيث أطلقا نداء استغاثة عبر جهاز اللاسلكي في سيارة الإسعاف إلى غرف القيادة والتحكم، للإبلاغ بوجود حالة خطيرة برفقتهم.

لم تمضِ لحظات، حتى كان صدى نفس الاستغاثة يتردد داخل سيارة إسعاف متمركزة في مستشفى الهرم، لينهض طاقمها مسرعًا صوب الاستقبال، ليطلعوا الأطباء على الوضع الصحي للمصاب القادم إليهم، داخل سيارة الإسعاف التي تشق طريقها نحو المستشفى، ليصبح استقبال مستشفى الهرم خلية نحل في غضون ثوانٍ.

طوال الرحلة إلى المستشفى، ظل المسعف باسم ممسكًا بالصاروخ المعدني، وعينه على جهاز متابعة العلامات الحيوية (Monitor) الذي يراقب الوضع الصحي للعامل. وفور الوصول، هرعت أطقمنا الإسعافية بالمستشفى لمؤازرة زملائهم ومساعدتهم في إنزال العامل بلطف إلى قسم الاستقبال، حيث اندفع الأطباء لتزويد جسد العامل بالمحاليل، ونقل الدم لتعويض النزيف الحاد الذي تعرّض له، ثم نُقل مباشرة إلى غرف العمليات.

وأثناء خضوع العامل للجراحة، تواصل رجال الإسعاف مع أسرته، موضحين لهم أنه تعرض لحادث بسيط، وأنه في المستشفى، حتى لا يدبّ الرعب في قلوبهم.

ساعات ثقيلة مرّت على ذلك العامل، وظلت أطقمنا الإسعافية تتناوب السؤال عنه، وبدأ أفراد أسرته يتوافدون إلى المستشفى، حتى استقرت حالته أخيرًا، وبدأ في استعادة قواه. ومع عودة طاقمنا الإسعافي، أصحاب تلك الواقعة، إلى المستشفى، أصر العامل على شكرهم، مؤكدًا لهم أنه كان يشعر بلحظات من الوعي أثناء إنقاذهم له، وأنه لمس منهم مدى حرصهم الصادق على إنقاذ حياته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى