تلاعب الغرب بعقول شعوبهم و عقول العرب

بقلم / محمد إبراهيم ربيع
بدأنا نسمع في هذا التوقيت عن اعتراف دول غربية، وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا، بحل الدولتين وأن الفلسطينيين لهم حق في دولة مستقلة!!!
فهل هذا الأمر حقيقي أم أن خلفه نية أخرى ؟؟؟
أعتقد أن هذا الاعتراف في ظاهره حقيقي، ولكن يبطن أمورًا أخرى في صالح الكيان المحتل.
من متابعتي للأحداث، أعتقد أن هذا الاعتراف نتج عن أسباب سياسية معتبرة من وجهة نظري.
أولها هو احتواء الرأي العام للمواطنين في هذه الدول بعد حرب الإبادة التي حدثت لأهلنا في غزة، والتي رأينا وقفات لهذه الشعوب تضامنًا مع غزة.
ثانيها هو إيجاد التوازن الدولي لتغيير الفكر العام ضد هذه الدول الداعمة للكيان المحتل بصورة واضحة. فهم دائمًا يلعبون على سيكولوجية الفكر، ولكن يمضون في تنفيذ الخطط بطريقة مختلفة وغير معلنة.
وهذا التفسير جاء نتيجة مشاهدتي للقاء الصحفي الذي ضم ترامب وستارمر، رئيس وزراء بريطانيا، والذي وجه له أحد الصحفيين سؤالًا في غاية الأهمية.
قال الصحفي: “لماذا لم تعترف سيدي بحل الدولتين في وجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الآن؟؟؟
أجاب ستارمر إجابة في اتجاه آخر، وهو اعتراضه على ما فعلته حماس في يوم 7 أكتوبر، ولم يتطرق لما أعلنه من حل الدولتين أو حقوق الشعب الفلسطيني!!!!
وهذه الإجابة تدل على خبث كبير لهذه الشخصية المتلونة، والتي أعتقد أنها تقوم بدور تم التوافق عليه بين هذه الدول، وهو دور احتواء الشعوب وكسب مزيد من الوقت أمام الكيان المحتل.
من هذه الإجابة الخبيثة جعلتنا نعلم النوايا الخفية والتوجه العام لدى اليمين المتطرف البريطاني. ولو أرادوا الاعتراف الرسمي بحل الدولتين وحق الفلسطينيين في دولة مستقلة، لوجدنا وقفة حاسمة لإطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات في ظل حرب التجويع المستمرة لأهلنا المحاصرين.
يجب أن يعلم الجميع بأن بريطانيا هي رأس الأفعى في هذه الإبادة التي تحدث في غزة، و اتفاق مسبق مع أمريكا والكيان المحتل.
ثم يأتي الدور على دولة فرنسا، الداعمة للكيان المحتل. نعم، أقول إن فرنسا دولة داعمة للكيان أيضًا، برغم موقف ماكرون من إظهار تعاطف مع إخواننا في غزة.
ولن أتحدث عن فرنسا كثيرًا، ولكن يكفي أن نقول إن زوجة ماكرون هي “بريجيت ترونيو”، والتي تنتمي للصهيونية العالمية، وأن الرئيس ماكرون يخضع لسيطرتها، وقد شاهدنا مواقف أخيرة تثبت ذلك.
إذا حينما نقول إن الغرب، خاصة بريطانيا وفرنسا، يتلاعبون بعقول شعوبهم والعرب لكي يغيروا الصورة السوداء التي ساهموا فيها، فهذه هي الحقيقة من وجهة نظري الشخصية. ومن المؤكد أن الأيام القادمة ستدل على وجهة نظري هذه.
ختامًا نقول إن من يثق في بريطانيا أو فرنسا لتغيير المشهد فهو واهم ولا يعلم معنى الصهيونية العالمية.
ولكن هي أدوار تم تقسيمها من قبل حتى يحدث توازن فكري بالعالم لكي يمضوا قدمًا في تعبيد الشرق الأوسط للكيان المحتل.
الأيام القادمة هي الأصعب على الإطلاق بالمنطقة، فلا تنخدعوا بأقوال أي دولة، ولكن استمروا في دعم القيادة السياسية وجيش مصر العظيم حتى نعبر تلك المرحلة بنجاح.
حفظ الله مصر.