تاريخ مشرف وموقف معاصر ثابت لا يتغير،،

بقلم / هاني عبده إبراهيم
إنها مصر يا سادة … لا تزايدوا عليها … فغزة بأعيننا …
أفلا تعقلون؟
كثر في الآونة الأخيرة التهجم على مصر واتهامها زورًا بأنها تساهم في تصفية القضية الفلسطينية وتشارك في قتل أهل غزة.
ونحن ، وإن كنا ندرك دوافع هذه الحملة المشبوهة وتوقيتها المريب، فإننا لن ننجرّ إلى هذا المسار المسموم ، ولن نساير من أراد بمصر شرًّا، أو أراد أن يشوّه مواقفها الثابتة تجاه أشقائنا في فلسطين.
دور مصر في دعم القضية الفلسطينية ما هو إلا موقف تاريخي وموقف معاصر ثابت.
أما إنها مصرُ يا قوم، فلا تُجارى في المكارم، ولا تُزايد عليها الرجال، وغزّةُ من سواد عينيها لا تغيب… أفلا تبصرون؟!
لها في الماضي عزُّ السيوف ، وفي الحاضر ثباتٌ لا يزلُّ ولا يميل.
فمنذ ان بدأ النزاع بالقضية الفلسطينية في مطلع القرن العشرين، وقفت جمهورية مصر العربية على الدوام في طليعة الدول العربية المدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني، مؤمنةً بعدالة قضيته، ورافضةً لكافة أشكال الظلم والانتهاك التي يتعرض لها.
فالقضية الفلسطينية – يا سادة – تاريخ طويل من التفاصيل … بل لم تكن علاقة مصر بغزة تحديداً وفلسطين عامة علاقة جوار جغرافي فحسب، بل كانت علاقة أخوة ودم ومصير مشترك.
فمن يزايد على مصر – أيها السادة – أٌجزم أنه لا يعرف تاريخها مع هذه القضية العادلة..
فقد شاركت مصر في جميع الحروب العربية والكيان المعتد ، بدءًا من حرب عام 1948، التي خاضها الجيش المصري دفاعًا عن العرض والأرض الفلسطينية، مرورًا بحرب 1956، ثم حرب 1967 التي شكلت منعطفًا خطيرًا في مسار هذه النزاع، وانتهاءً بحرب أكتوبر المجيدة عام 1973، التي أعادت الكرامة للعرب كافة وأثبتت القدرة على المواجهة والصمود من قبل الشعب المصري والعربي.
فمن يزايد على مصر بعد كل هذا الفقد من الدم والمال والاقتصاد ؟؟؟ … إنها مصر يا سادة … لم تتوان يوماً في الدفاع عن غزة ولا الفلسطينيين ،، ومن يقول غير ذلك نقوله له .. هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. فالتاريخ كان بالأمس القريب .
فلقد كانت مصر دومًا حاضنة للمصالحة الفلسطينية- الفلسطينية، والفلسطينية مع الكيان المعتد، بل وراعية لمبادرات السلام العادلة، على الصعيد السياسي، وسعت دومًا إلى توحيد الصف الفلسطيني، إدراكًا منها بأن الانقسام الفلسطيني لا يخدم إلا الاحتلال والأجندات الخارجية الراعية للانقسام.
فأين هم من يزايدون على مصر بعد كل هذا السلوك الدبلوماسي والمخابراتي … إنها مصر يا سادة … لم تتوان يوماً في الدفاع عن غزة ولا الفلسطينيين ،، ومن يقول غير ذلك نقوله له .. هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. فالتاريخ كان بالأمس القريب.
أين عقول من يزايد على مصر عندما يعلم موقفها الثابت الذي قويضت فيه بين قوتها وقوة اقتصادها وهي في أشد الحاجة إلى كل دولار يدخل خزانتها في سبيل التنازل على موقفها من محاولات تفريغ غزة من سكانها وتهجير أهلها قسرًا، لا سيما تجاه سيناء المصرية ، في ظل التصعيد الدموي الذي تشهده غزة منذ أكتوبر 2023، نتيجة العدوان الإسرائيلي غير المسبوق.
فلقد كان الموقف المصري الرسمي والشعبي بمثابة صخرة صلبة في وجه كل هذه المحاولات والتي تبنتها للأسف بعض الدول سراً وجهراً.
ألم يقولها الرئيس عبد الفتاح السيسي مرارًا أن “مصر لن تقبل تحت أي ظرف بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء”، مشددًا على أن هذا يمثل تهديدًا للأمن القومي المصري، ومخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني.
ألم يقولها وزير الخارجية المصري سامح شكري في أكثر من محفل دولي عن هذا الرفض، معتبرًا أن التهجير القسري “خط أحمر” لا يمكن القبول به.
أين المزايدون ؟؟ ألا تعقلون ؟؟ الا بالله عليكم بالحق تنطقون؟؟ أم أنكم غافلون ؟؟ وعلى طريق الضلال تسيرون؟
ألم تقد مصر منذ بداية الحرب جهودًا إقليمية ودولية مكثفة لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وقدمت مبادرات إنسانية متعددة لفتح ممرات آمنة لدخول المساعدات إلى غزة. .. أيها المزايدون الغافلون …بالله عليكم ألم تفعل ؟؟.
ألم تفتح مصر أراضيها لأهلنا في غزة عبر معبر رفح لإدخال قوافل المساعدات الإنسانية من مواد غذائية وأدوية ومستلزمات طبية، بل ونظّمت مؤسسات مصرية رسمية وأهلية حملات إغاثية واسعة، وأرسلت مستشفيات ميدانية لمعالجة المصابين من أبناء غز.. أيها المزايدون الغافلون …بالله عليكم ألم تفعل ؟؟.
ألم تنظم القاهرة عدة مؤتمرات ولقاءات رسمية بمشاركة الأطراف المعنية والضامنة في الصراع، ألم تخرج جموع الشعب المصري في مظاهرات داعمة لغزة، رافضةً محاولات التهجير ومؤكدةً على وحدة المصير العربي.. أيها المزايدون الغافلون …بالله عليكم ألم تفعل ؟؟.
ألم تقف مصر اليوم، قيادةً وشعبًا، حارسًا أمينًا للحق الفلسطيني، ودرعًا قويًا ضد كل المشاريع الهادفة إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني أو اقتلاعه من أرضه … أيها المزايدون الغافلون …بالله عليكم ألم تفعل ؟؟.
وسؤالي لكم أنتم..
ماذا قدمتم لفلسطين غير الكلام؟! أما كانت خيانتها مطيّةً امتطاها كلُّ طامع، يتوسّل بها مجدًا زائفًا أو يُصيب بها غايته؟! أليست هذه هي الحقيقة التي تُزلزل ضمائركم وتُوقد في صدوركم نار الخجل؟!
هذه هي مصر بحكومتها وشعبها .. فأين المزايدون ؟؟؟…