بقلم محمد صلاح
في حياة الإنسان يمر بمراحل وتجارب كثيرة يبحث فيها عن سندٍ أو معين يخفف عنه ثِقل الطريق فيتجه أحيانًا إلى الناس وأحيانًا أخرى إلى المال وربما إلى العلم أو السلطة لكن التجربة تبرهن دائمًا أن كل هذه المصادر محدودة وأن الاتكال عليها وحدها لا يجلب إلا الخيبة أو النقص.
من اعتمد على الناس مَلّ
الناس بطبيعتهم يتغيرون وما بين مشاغلهم وضعفهم لا يستطيع أحد أن يكون سندًا دائمًا لغيره فالاعتماد الكامل على البشر يولّد الإحباط لأنهم عاجزون عن تلبية كل احتياجاتنا.
ومن اعتمد على ماله قَلّ
المال مهما كَثُر فإنه إلى قِلّة وزوال وقد يكون سببًا في قلق صاحبه بدل أن يكون راحة له فالمال وسيلة وليس غاية ومن جعل المال اعتماده الأول فقد رهن نفسه لشيء زائل.
ومن اعتمد على علمه ضَلّ
العلم نعمة كبيرة، لكنه يظل محدودًا مهما بلغ الإنسان من المعرفة فالعقل الإنساني لا يُحيط إلا بجزء صغير من أسرار الكون ومن اعتمد على علمه وحده بعيدًا عن هداية الله قد يضل الطريق.
ومن اعتمد على سلطانه ذَلّ
السلطة والمنصب قوة مؤقتة سرعان ما تزول بزوال أسبابها ومن جعل اعتماده على جاهه أو سلطانه عاش في قلق وخوف من ضياع
