الاعتراف بدولة فلسطين و التداعيات القادمة

بقلم / محمد إبراهيم ربيع
كاتب ومحلل سياسي
بعد الاعتراف بدولة فلسطين ، خاصة من دول غربية كبيرة مثل بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا ، يتبقى أن نتوقع التداعيات القادمة على المنطقة.
وتوقعي جاء بعد أمرين:
أولًا: تصريح رئيس وزراء الكيان المحتل ، نتنياهو ، بعد هذا القرار ، والذي صرح مدعيًا أن الاعتراف بدولة فلسطينية هو مجرد مكافأة للإرهاب!!!
كما صرح أنه سيرد على هذا الاعتراف بعد عودته من مقابلة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب ، المرتقبة يوم الأربعاء القادم. وهذا التصريح غاية في الخطورة.
ثانيًا: اتفاق نووي في ظاهره سلمي بين إيران وروسيا بالأمس ، ولكن كان هناك تحذير خطير من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الغرب. صرح بوتين أن في حالة التعدي على أي مفاعل نووي إيراني يكون تحت الإنشاء الروسي، سيكون تعديًا على دولة روسيا ذاتها.
فهذين الأمرين يجعلاننا نتوقع صراعًا أكبر بالمنطقة بسبب رد الفعل القادم من الكيان المحتل، خاصة وخلفه الداعم الرئيس، وهي الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا التوقع عندي له أسباب معتبرة، وهي تقدم الكيان المحتل لتنفيذ حلم دولة إسرائيل الكبرى وتغيير منطقة الشرق الأوسط ، كما صرح من قبل رئيس وزراء الكيان المحتل نتنياهو؛ لأنه ليس لديه وقت في تحقيقه ، وأيضًا لأن نتنياهو ليس لديه خيار آخر، لعلمه أن توقف فسوف يقدم للمحاكمة بسبب الأفعال التي ارتكبها.
الأمر الآخر هو حرص روسيا على هيكلة التوازن العالمي وخروج العالم من عالم أحادي القطبية إلى عالم متعدد القطبية. فنحن نتوقع أن الأيام القادمة ستحمل في طياتها أمورًا خطيرة للغاية ؛ بسبب أطماع رئيس الكيان المحتل بدعم أمريكي كما ذكرنا ، ورغبة أمريكا الواضحة في السيطرة على منطقة الشرق الأوسط وعدم السماح لروسيا والصين بالتمدد في المنطقة ، وأيضًا عدم السماح من الولايات المتحدة بتنفيذ عالم متعدد القطبية.
من أجل ذلك سنجد دعمًا أمريكيًا لا حدود له لدولة الكيان المحتل في الأيام المقبلة. كما أعتقد أن الكيان المحتل سيوسع العملية العسكرية من خلال عملية “عربات جدعون 2″، وهي عملية اجتياح غزة البري ، وأيضًا سنجد فتح جبهة إيران مرة أخرى بضوء أخضر أمريكي كالمعتاد. فمن الممكن أن تدخل المنطقة في تفجير للوضع بصورة أكبر في الأيام القادمة.
ولكن يبقى السؤال: هل اعتراف الدول الغربية بإقامة دولة فلسطينية سينفذ على أرض الواقع أم سيظل حبيس الأدراج وتنقلب الدول الغربية مرة أخرى على هذا القرار؟؟؟