ارتفاع مؤشر MSCI للأسواق المالية فى الخليج العربى بأكثر من %36 خلال 2021

بقلم \ملك الشريف
قفز مؤشر MSCI للأسواق المالية فى منطقة الخليج العربى بأكثر من %36 خلال العام الجارى الذى أوشك على الانتهاء ليسجل أفضل أداء سنوى منذ عام 2007، بفعل انتعاش أسعار البترول وترقب المستثمرين لمزيد من المكاسب من الطروحات الجديدة المتوقعة فى 2022، مدفوعة بمسابقة كأس العالم لكرة القدم التى تستضيفها قطر.
وذكرت وكالة بلومبرج أن بورصات منطقة الخليج تتجه لتحقيق أفضل أداء لها هذا العام لأول مرة منذ ما قبل الأزمة المالية العالمية فى 2008 – 2009، بالمقارنة مع مؤشر MSCI العالمى الذى يتتبع الأسواق لمالية للدول المتقدمة والذى كسب %20 فقط ومؤشر MSCI للأسواق الناشئة الذى تراجع %1.9 منذ بداية يناير الماضى وحتى بداية الأسبوع الجارى.
انتعاش إيرادات الدوحة
وتتوقع حكومة قطر ارتفاع إيراداتها بأكثر من %22.5 خلال العام المقبل لتزداد من 160 مليار ريال قطرى مرتقبة العام الجارى إلى ما يزيد عن 196 مليار ريال فى 2022، مع انتعاش الاقتصاد وسط تزايد لأعداد السياح والوفود الرياضية للمشاركة فى مسابقة كأس العالم لكرة القدم، غير أن موازنة قطر ستتكبد عجزا بأكثر من 8 مليارات ريال بسبب تكاليف هذا الحدث العالمى، وتوقعات الحكومة القطرية بارتفاع التضخم %2 وزيادة أسعار إيجارات المساكن والفنادق بسبب هذا المونديال.
لجأت قطر للاستثمارات الرياضية بالاستحواذ على نادى باريس سان جيرمان بقيمة 150 مليون يورو مما جعله واحد من أغنى أندية العالم بعد مفاجأة الفوز بحقوق استضافة كأس العالم لكرة القدم، لتتسارع استعدادات قطر لانطلاق المونديال، وتزداد معها حماسة القطريين للترحيب بأكثر من مليون مشجع.
ويعرف عن الدولة الخليجية الصغيرة شغفها بلعب أدوار كبرى على الصعيد الدولى، لكن التحديات تبلغ أوجها اليوم فى خضم تنظيم أهم بطولة لأكثر الرياضات شعبية، فى شبه جزيرة فائقة الثراء يبلغ عدد سكانها 2.7 مليون نسمة فقط، وبدء المباراة الافتتاحية 21 نوفمبر القادم تبدو العاصمة الدوحة كورشة ضخمة، حيث تنتشر أعمال الطرق ومواقع البناء فى كل مكان تقريبا وانتشار الازدحامات المستمرة.
صدمة مونديال 2022
وكانت قطر أحدثت صدمة فى عالم كرة القدم فى 2010 عندما تغلّبت على الولايات المتحدة لاستضافة كأس العالم، وهو فوز أثار اتهامات بشراء الأصوات قابلها نفى شديد من الدوحة وسط تساؤلات حول مدى ملاءمة البلد للبطولة، ولكنها برزت كلاعب رئيسى فى قطاع الرياضة، حيث استحوذت على نادى العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان، وبعدها أصبحت مؤسسة قطر الراعى الأول لقميص الفريق المشهور برشلونة.
كما استطاعت حكومة الدوحة توفير 16 فندقا عائما وشقق مبنية حديثا وخيام مكيفة، ويتم اختبار معظم ملاعب كأس العالم الثمانية، وفتحها للمشجعين بأعداد محدودة فى كأس العرب الحالية التى تنتهى فى 18 ديسمبر، الجارى قبل أقل من عام من نهائى كأس العالم، غير أن التوقعات ليست كبيرة بالنسبة لقطر، التى ستظهر لأول مرة فى نهائيات كأس العالم بعد التأهل كمضيف، رغم فوزها ببطولة كأس آسيا 2019 بعد فوزها على اليابان 3–1 فى المباراة النهائية.
وتواجه حكومة الدوحة أدوات دين محلية بقيمة 14.2 مليار ريال تستحق السداد خلال العام القادم، منها سندات بقيمة 10.7 مليار ريال موزعة على سبعة أصدارات مختلفة القيمة لآجال سبعة وخمسة وثلاثة أعوام، وصكوك بـإجمالى 4.45 مليار موزعة على سبعة آجال ايضا غالبيتها للبنوك المحلية.
ديون تتجاوز 121 مليار ريال
اجمالى قيمة إصدارت قطر من أدوات الدين المحلية سندات وصكوك واذونات خزينة بقيمة تتجاوز 121 مليار ريال بنهاية العام الحالى، بما يعادل %32 من إجمالى الدين العام البالغ 371 مليار ريال وفقا لبيانات وزارة المالية القطرية.
ومع ذلك تتوقع حكومة الدوحة انتعاش إيراداتها من تصدير الغاز الطبيعى مع تطوير حقل غاز الشمال لزيادة الإنتاج من الغاز الطبيعى المسال بنسبة %64 لتصل إلى 126 مليون طن سنويا بحلول العام 2027، وزيادة إجمالى صادراتها من الغاز الطبيعى المسال للصين إلى 13 مليون طن سنويا، لتصبح بكين أكبر المستوردين للغاز الطبيعى المسال من الدوحة بعد أن وقعت شركة رأس لفان للغاز الطبيعى المسال التابعة لشركة قطر للطاقة اتفاقية بيع وشراء طويلة الأمد مع مجموعة جوانجدونج للطاقة لتوريد مليون طن سنويا من الغاز الطبيعى المسال إلى الصين لمدة عشرة أعوام تبدأ فى 2024.