مقالات

«« هل يُعقل أن يُنظم الفتاوي .. ويُشرف عليها إخواني الهوا ؟ »»

لمتي يظل الأزهر يغرد خارج السرب، وكأنه دوله داخل الدوله؟ لمتي يظل الإخوان داخل أروقة ومكاتب الأزهر ؟ ليس لأحد منا تار أو ثأر شخصي مع أي أحد من رجال الأزهر الشريف، لكننا جميعاً ثأرنا مع جماعة الإخوان الإرهابيه، فبيننا وبينهم دماء شهداء، ومن يقول أحدهم بأن يداه لم تتلوث بالدماء، سنرد عليه ونقول : من بينكم من خطط وفكر ومول ودبر…
يقول الرجل ويقسم ويكتب ويصرح ويسرب ويرد بأنه ليس إخوانياً، ولكنه لم يقل للناس وللشعب أنه أخطر من الإخوان.. وكيل الأزهر السابق، والمشرف العام على الفتاوي وتنظيمها بالأزهر حالياً ( عباس شومان ) رجل الإخوان في مشيخة الأزهر رغم عدم التجديد له من قبل القياده السياسيه التي تري مالا نراه بعينها الثاقبه..
صحيح هو ليس عضواً في التنظيم الإخواني، ولا ينتمي لهم عقائدياً، رغم ما يوجد في أرشيفه الخطابي والكلامي من تصريحات ودعوات لمساندة مرسي وجماعة الضلال، ورغم إصراره علي إهانة جميع خصوم مرسي والتصدي بكل قوه لمن ينتقدونه، لكنه يحمل نفس أفكار الجماعه المارقه، فكل ما يسيطر عليه هو نفسه وفقط لا غير، ومنصبه، والبقاء فيه، والتلون بين هؤلاء وأولئك لإرضاء كل الأطراف، فيظل كامناً وخاملاً لا يعلن عن ظهوره إلا بعد التمكن.

فعباس شومان نموذج لرجل الدين الذي يضبط بوصلته وفق إتجاه واحد، وهو التلون وإزدواجية المعايير والكيل بمكيالين، ولذلك كان طبيعي جداً أن نسمعه وهو يدافع عن الإخوان ويدعمهم ويشوه خصومهم، ثم نسمعه مره أخري وهو يبيع الإخوان، للفت الأنظار عنه وعن نواياه المُبيته، ومن منا ينسي خطبته في نوفمبر 2012 التي قال فيها ( إن مرسي أحد أولياء الله الصالحين ويجب إتباعه، ويحق له عزل ما يريد والجلوس على منصة القضاء إن شاء ) ومن منا ينسي شكره لأهالي الصعيد لأنهم إختاروا مرسي فى للرئاسه ويدعمون الإخوان في كل إنتخابات، ولا أحد يستطيع أن ينسي أثناء شن الإخوان حمله ضد القضاء في 2012 بعد حادث الإعتداء على المستشار أحمد الزند، حينما كتب عباس شومان الذي هو أساساً يعتبر رجل دين ليس له علاقه بالسياسه، وكتب ( يتهم القضاء بالفساد، ويطلب من مرسي أن يُظهر العين الحمراء حتي يُعيد الضالين من وكلاء النيابه، الذين تحدوا إعلانه الدستوري وقراراته إلي رشدهم ) أليس هذا عباس شومان الذي نشر علي صفحته على الفيس بوك في ديسمبر 2012 ويقول لمحمد مرسي ( والله لن يخذلك الله أبداً، ووالله لن نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسي عليه السلام إذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، بل نقول إذهب أنت وربك فقاتلا فإنا معكم مقاتلون ) هذا هو عباس شومان يا فضيلة الإمام الأكبر الذي كان يطلب من مرسي فرم خصومه، وكذلك كان يطلب منه أن يكون جندياً يحارب معه، ويقدم نفسه للإخوان ولمرسي بتجريح خصومهم، مُستخدماً في ذلك عمته الأزهريه وأفكاره الدينيه التي يدعي أنه يدافع عنها الآن بل والكارثه والمصيبه أصبح مشرف علي الفتاوي وتنظيمها بقرار من ( فضيلته ) ولا يزال في منصب الأمين العام لهيئة كبار العلماء..

أليس هذا الشومان من قال ( مرسي ولي الله والإعلان الدستوري من حقه ؟ ) في خطبته الشهيره، أليس في حيثيات رفض مد فترة عمل عباس شومان، طلبت الرئاسه من فضيلة الإمام أن يرشح أحد يقوم بنشر الفكر المُستنير؟ إذاً لماذا التشبث والتمسك بشومان الذي يحمل الأفكار المتشدده والإخوانيه؟! لماذا هناك إصرار على تلويث سمعة المؤسسه الدينيه والإساءه إليها بتعيين أشخاص يحملون أفكار هدامه وغامضه وضد مصلحة الوطن، أليس هذا تحدي للدوله المصريه؟!
بإختصار عباس شومان كان يقدم نفسه لمرسي جندياً في صفوف فريقه لمقاتلة خونة السياسه والمعارضين الفاسدين، علي حد قوله وعلي حد فهمه وإستيعابه، وكان يخطب ويصف مرسي بأنه مثل الخلفاء الراشدين في الأرض، وقراراتهم نافذه، ولا يجوز الخروج عليها، ويحق لمرسي أن يقرر ما يشاء، ويعزل خصومه مهما كانت مناصبهم، هذه هي حقيقة عباس شومان الذي يعتبره فضيلة الإمام مُدللاً ومعصوماً وعلي راسه ريشه، رغم أنه يعلم علم اليقين بأنه إخواني الهوا…
للأسف الشديد تظل مشكلة الأزهر مع معارضيه، فهو ينظر إلي أن المساس أو إنتقاد أي أحد من رجال الأزهر الشريف علي أنه فقدان لمساحه من السيطره علي النواحي الدينيه، وكذلك إنتقاص من السلطه التي يحتلها، وأن إبعاد أي شخصيه نافذه داخل الأزهر أو محسوبه عليه، قد يكون سبب في تفكيك المؤسسه الدينيه، حان الآوان للتخلص من هؤلاء العناصر المُعطله لكل ما هو إيجابي، وكذلك التي تعطل مشروع التجديد الديني، حان الآوان لوضع حد لتمسك الأزهر بإستمرار التغريد خارج السرب، والإصرار على التشبث بمواقف مُتحجره حيال بعض القضايا وبعض الأمور الهامه، وعلي رأسها التراخي في تجديد الخطاب الديني، فحتي الآن لا يوجد تغيير من نفسه وخطاباته وسياساته، وبكل أسف بعض الشخصيات المتشدده تمسك ملفات حيويه ومصيريه كشومان الذي ظل متحكماً في المناهج والفتاوي الأزهريه وضبط الخطاب الديني، الذين فشلوا حتي الآن في ضبطه ولم يستطيعوا طالما مستمرين بنفس الفكر، فلا شك أن عدم التجديد لعباس شومان يؤكد أن الدوله المصريه باتت على قناعه تامه بوجود كوادر وخلايا إخوانيه داخل أروقة الأزهر ومكاتبه، وصعب جداً أن يحدث أي تقدم في خطاب المؤسسه وتوجهاتها طالما إستمر هؤلاء في مناصبهم، لا سيما عباس شومان نصير الإخوان والمتعاطف معهم، وممثل الجماعه داخل الأزهر عندما كان وكيلاً للأزهر، فلا فرق بين محمد عماره وبين عباس شومان، فكلاهما وجهان لعمله واحده…
لابد أن يدرك ( فضيلته ) أن إستمرار التمسك بالمتشددين في تلك المناصب وتلك الوظائف الحيويه والهامه والمصيريه، وتوزيع المناصب عليهم بقراراته العنتريه، والدفاع عنهم ضد محاولات إقصائهم خارج المشهد، سوف تكون له تداعيات سلبيه وخطيره علي المؤسسه الدينيه بل وعلي المجتمع برمته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى