مقالات

الجرائم المجتمعية واسبابها

كتب احمد عبد المنعم

الجريمة تعتبر من أقدم وأخطر الظواهر الاجتماعية على المجتمعات كافه بكل أبعادها وآثارها التي رافقت المجتمع البشري منذ بداية نشأته وستظل مرافقه له بأشكال وصور عديدة ستظل مشكلة انتشار الجريمة باقية ما دامت النفس البشرية لديها طموح وهوى وقدر من الفجور ومادام هناك شيطان يوسوس ويشجع النفس الأمارة بالسوء للاقتراب من الإثم ومن هذه الأسباب.

العوامل الاجتماعية:

وهي كافة الظروف التي تحيط بشخص دون سواه باستثناء الظروف العامة التي تحيط بهذا الشخص ومن حوله من الناس منها .

الأسرة:

وهي البيئة الطبيعية للطفل حيث تتعهد بتربيته بدافع الغريزة التي منحها الله للأم والأب للقيام بحمايته ورعايته وخاصة خلال السنوات الأولي من طفولته والعمل علي خلق بيئة مستقرة حتي ينمو طفل سوي متمسك بعاداته وتقاليده وكافة قواعد السلوك والآداب العامة ولكن قد يحدث عدة أمور تؤدي إلي عدم استقرار الأسرة ومنها:

التفكك الاسري:

انفصال الأب والأم وهدم الكيان الأسري له آثاره السلبية على حياة الطفل كحرمانه من الشعور بالأمان والعطف والحنان وأيضا ظهور بعض مشكلات أخلاقية لديه نتيجة التغيير المفاجئ الذي حدث في حياته بالإضافة إلي المشكلات المادية الناتجة عن عدم التعاون بين الوالدين والذي قد يترتب عليه عدم استكمال الطفل تعليمه وعدم ظهوره بالمظهر اللائق من حيث الملبس والمصروف اليومي للعالم الخارجي الذي قد اعتاد عليه بالفعل بحياته .

اصدقاء السوء:

الأصدقاء من أكثر الجهات المؤثرة على تفكير الإنسان واختياراته فهم عادة ما يؤثروا علي تفكير ووجدان وسلوك وحياة الفرد فهي أكثر الجماعات التي يقضي فيها الإنسان أوقاته ويتعلم مختلف ألوان السلوك فيها فإذا كانت جماعة الأصدقاء هذه متمسكة بالعادات والتقاليد السائدة في المجتمع فإنها تحدث تأثير إيجابي ملحوظ في سلوك الشاب أو الفتاة باحترامهم للقيم الاجتماعية السائدة أما إذا كانت هذه الجماعة ذات عادات إجرامية فإنها سوف تجر الشاب أو الفتاة إلي ارتكاب أفعال إجرامية مما يؤدى إلي انتشار الجريمة بالمجتمع.

المدرسة :

تعتبر المدرسة هي البيت الثاني للطفل ففيها يقضي الجزء الأكبر من حياته فهي تقوم بتربية وتعليم الطلاب وتكوين شخصيتهم وبناء اتجاهاتهم وعلاقتهم بالمجتمع فالمدرسة تعمل مع الأسرة في تربية الطفل وإعداده لأن الأسرة لا تقدر بمفردها القيام بعملية التربية من جميع جوانبها لضيق وقتها ولاحتياجها الى متخصصين في تنمية مهارات وسلوكيات أطفالهم.

البيئة الاجتماعية المحيطة:

إن مكان مسكن الأسرة يؤثر بشكل كبير علي المستوي الاجتماعي والاقتصادي لها وأيضا قد يكون سبب من أسباب انتشار الجريمة فإن وجود المنزل بحي رفيع المستوي ووجود عدد الحجرات الكافي لأفراده وتوفر كافة الشروط الصحية فيه من تهوية وإضاءة ومياه سوف ينعكس على نفسية ساكنيه انعكاس طيب وعلي الجانب الآخر إذا كان المنزل ضيق على ساكنيه قد تنعدم فيه وسائل الترفيه وحرمان الفرد من ممارسة هواياته وقضاء وقت فراغ مما يجعله يفضل المكوث خارج هذا المسكن باحثا عن الراحة وبذلك يقع العديد من الأولاد والبنات في الكثير من المشكلات نتيجة لخروجهم المتكرر وأيضا قد يؤدي إلي عدم الفصل بين الصغار والكبار في النوم لعدم احتواء الحجرات عدد ساكني المنزل وفي بعض الأحيان تقرر مجموعة من الأسر السكن بمسكن واحد بالرغم من كثرة عددها مما يؤدي إلي كثرة الخلافات وفقدان طابع الخصوصية و انتشار الجريمة كهتك العرض والسرقة والقتل .

هناء حسيب

الكاتبة الصحفية هناء حسيب، المشرف العام على مجلة وموقع الوطنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى