اخبار

اضطرابات الشخصية أنواعها وعلاجها

كتب احمد عبد المنعم

في كثير من الأحيان يفاجئنا تصرف غريب أو سلوك غير معتاد من أحد المحيطين بنا
وقد نندهش حتى من أنفسنا إذا بدر منا سلوك مشابه ونظل في حيرة لتفسير الدافع وراء هذه التصرفات الغريبة

وللأسف قد ندرك بعد وقت طويل أن السبب في ذلك هو أحد اضطرابات الشخصية العديدة والتي لم يكن لدينا فكرة عنها لقلة الثقافة في الصحة النفسية

لذا ينبغي علينا تثقيف أنفسنا لندرك ماهية التغيرات التي تطرأ على سلوكنا أو سلوك المحيطين بنا وكيفية التعامل معها وكيفية الحصول على الدعم من المختصين وهذا المقال سوف يساعدك على فهم مبسط لأهم أنواع اضطرابات الشخصية وكيفية علاجها.

كيفية تشخيص اضطرابات الشخصية
لكل نوع من أنواع اضطرابات الشخصية ملامح مميزة ومعايير محددة و لتشخيص المريض باضطراب شخصية معين أحياناً يظهر على المريض عدة ملامح أو سلوكيات مميزة لأكثر من نوع واحد من أنواع اضطرابات الشخصية، وهنا يُشخص المريض باضطراب الشخصية المختلط.

اضطرابات الشخصية بجنون العظمة
يعاني الشخص المصاب بالبارانويا من هواجس وأفكار تجعله يظن أن الأخرين دائماً ما يستغلونه أو يحاولون الاستفادة من ورائه بأي شكل

 ولذلك يجد صعوبة شديدة في الوثوق بأي شخص مهما كان مقرب ومهما كان محل ثقة

نمط أفكاره هذا يجعله أيضاً يرى تهديد دائم في النظرات والأحاديث والمواقف العادية

جداً التي تحدث له يومياً ولذا يظل أغلب الوقت متوتراً غير قادر على الاسترخاء.

اضطراب الشخصية الحدية

اضطراب الشخصية الحدية أحد أكثر اضطرابات الشخصية شيوعاً والمريض الذي يعاني اضطراب الشخصية الحدية تتقلب مشاعره بصورة حادة وفجائية بلا أسباب واضحة

فقد يكون يشعر بالسعادة الشديدة والأهمية وفجأة بعد وقت قليل يشعر بالإكتئاب والضياع كما أنه يعيش قلق دائم حيال علاقته بالآخرين وبقاء هذه العلاقة على اختلاف أنواع العلاقات

ولكنه يتعامل مع هذه العلاقات بتطرف أيضاً فخوفه من فقد العلاقة إما أن يجعله يبذل أي شئ للحفاظ على هذه العلاقة

أو على العكس إبعاد الشركاء وإنهاء العلاقة فجأة وتأرجح مشاعره الحاد هذا يجعل الحفاظ على علاقاته صعباً.

يجد مريض اضطراب الشخصية الحدية أيضاً صعوبة في تكوين صورة حقيقية عن نفسه وهدفه في الحياة

للتغير الدائم في أفكاره ومشاعره ويتصرف باندفاع قد يصل إلى إيذاء نفسه مثل تعاطي المخدرات

 أو القيادة بسرعة جنونية  كما أنه قد يعاني من الأفكار الانتحارية والشعور بالوحدة ونوبات غضب عارمة خارجة عن السيطرة.

قد تتسبب اضطراب الشخصية الحدية في حدوث أمراض نفسية أخرى مثل القلق والاكتئاب والشراهة العصبية

وعند التوتر الشديد قد يصل الأمر إلى حدوث أعراض ذهانية فصامية أو بارانويا.

اضطرابات الشخصية الوسواسية
تختلف اضطرابات الشخصية الوسواسية عن الوسواس القهري في أن الأخير سلوكيات يكررها المريض بشكل مبالغ فيه وخارج عن سيطرته

 بينما اضطرابات الشخصية الوسواسية تظهر بشكل أوضح في الأفكار وجوانب الشخصية

حيث يكون تفكير المريض يفتقر إلى المرونة منصب على تحقيق الكمال في كل شئ والوصول إلى السيطرة الكاملة

ويقلق بشدة إذا لم يصل للمثالية، كما أنه يضع لنفسه وللآخرين معايير عالية يصعب تحقيقها مما يصيبه بالإحباط غالباً.

اضطرابات الشخصية العدائية
يتصرف الشخص في هذا النوع من الاضطرابات الشخصية بشكل عنيف يؤذي الاخرين

 وقد يصل إلى ارتكاب أفعال إجرامية غير قانونية في بعض الأحيان لأنه يضع مصلحته الشخصية فوق مصالح الآخرين دون النظر إلى أية عواقب

كما يعاني المريض من مشكلة في التعاطف مع الآخرين أي أنه قد يؤدي هذه السلوكيات المؤذية دون الإحساس بالذنب او إظهار أي تعاطف.

تعاني الشخصية العدائية أيضاً من الإحساس الدائم بالملل، لذا يصعب عليه الاحتفاظ بعمل ثابت لفترة طويلة.

اضطرابات الشخصية الهستيرية
تعاني هذه الشخصية من قلق دائم إذا لم تكن في دائرة الأضواء

ولذلك تسعى بأي شكل لاجتذاب انتباه الآخرين سواء بالملابس الغريبة أو التصرفات الملفتة

و تتغذى مشاعر هذه الشخصية على آراء الآخرين أي أنها لا تكتسب أي ثقة في نفسها إلا من خلال انطباعات الآخرين عنها

 ولذلك تبذل دائماً أكثر من المطلوب بشكل مبالغ فيه للحصول على الانطباعات والآراء الجيدة، كما أن هذه الشخصية سهلة الانقياد وتتأثر جداً بأفكار الآخرين.

اضطرابات الشخصية الانعزالية
تعاني الشخصية الانعزالية من الإحساس بالدونية

و تتجنب الإشتراك في أي أنشطة إجتماعية لأنها تتوقع الرفض من الآخرين دائماً

أو التحقير من شأنها كما أنها تبتعد عن الإنخراط في أي علاقة حميمة لنفس السبب و لذا تميل هذه الشخصية للانعزال عن المجتمع رغم شعورها المستمر بالوحدة.

اضطرابات الشخصية النرجسية
الشخصية النرجسية لديها إحساس عالي بالأنا

أي أنها تعاني من الأنانيه وتقديم احتياجاتها ورغبتها فوق الآخرين

وتشعر دائماً بالعظمة والأهمية غير المستحقة وتقلق إذا لم يظهر الإعجاب الدائم من المحيطين.

علاج اضطرابات الشخصية

ليس هناك علاج دوائي محدد لاضطرابات الشخصية وإنما علاج للأعراض النفسية المصاحبة مثل مضادات القلق والاكتئاب وأدوية تحسين المزاج

وهي تساعد في كل حالة حسب الأعراض وشدتها

لكن علاج اضطرابات الشخصية الأساسي هو جلسات العلاج النفسي التي تعتمد على الحوار وتحليل المعلومات النفسية والسلوكيات

وتفيد المريض والمحيطين بمعرفة المرض وتأثيره على المريض وعلى الآخرين

وكيفية التعامل مع أعراضه وجلسات العلاج هذه تشمل التحليل النفسي

والعلاج السلوكي المعرفي والعلاج الجماعي والتثقيف النفسي للمريض وأفراد أسرته عن المرض وكيفية التأقلم معه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى